أبو سفيان الكابوس
تشهد الساحة الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي في المغرب تحولات درامية على خلفية اعتقال عدد من المؤثرين البارزين الذين باتت أسماؤهم تتردد على كل لسان. فبعد اعتقال “ولد الشينوية” و”إلياس المالكي” و”هيام ستار”، أضافت السلطات اليوم اسما جديدا إلى القائمة: “مولينيكس”، الذي تم توقيفه في مطار مراكش، حسب ما أفادت به مصادر إعلامية.
هؤلاء المؤثرون الذين حققوا شهرتهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، تحولت منصاتهم إلى ساحات للسب والقذف في أعراض الناس، مما أثار استياء واسعا بين الجمهور، وباتت الفضاءات التي كان من المفترض أن تكون وسيلة للإلهام والتواصل منصة للصراعات الشخصية، ونشر الفضائح، وانتهاك الخصوصيات.
الفضائح لا تتوقف عند هذا الحد، بل تطال أيضا أمورا أكثر حساسية مثل التحريض، وترويج محتويات غير لائقة، وهو ما دفع الجهات المختصة إلى التحرك بحزم.
اعتقال “مولينيكس” جاء استكمالا لسلسلة من العمليات الأمنية والقضائية التي تهدف إلى إعادة النظام والالتزام بالقوانين التي تنظم الفضاء الرقمي، فقد أصبحت السلطات المغربية أكثر حزما في التعامل مع التجاوزات على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يؤكد أن الساحة الرقمية لم تعد فضاء مفتوحا للفوضى دون عواقب.
هذه الحملات تُرسل رسالة واضحة لكل من يستخدم السوشيال ميديا كمنصة للتجاوزات: الحرية في التعبير مكفولة، ولكنها لا تعني الاعتداء على الآخرين، أو انتهاك خصوصيتهم، أو التحريض على الكراهية، ومن هنا، أصبحت المحاسبة القانونية ضرورة ملحة لضمان سلامة الفضاء الرقمي في المغرب.
في ظل هذه التطورات، تبرز دعوة ملحة لإعادة النظر في كيفية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. فالمؤثرون، الذين يمتلكون تأثيرا كبيرا على جمهور واسع، يتحملون مسؤولية أخلاقية وقانونية تجاه محتواهم، كذلك، يحتاج الجمهور إلى مزيد من الوعي بضرورة التمييز بين المحتوى الهادف والضار، ورفض كل ما يسيء لقيم المجتمع.
حملات الاعتقالات التي تطال المؤثرين اليوم ليست مجرد رد فعل قانوني، بل هي مؤشر على أن الفضاء الرقمي بالمغرب يمر بمرحلة إعادة تقويم، فإما أن يصبح منصة لبناء مجتمع أكثر وعيا، أو أن يستمر كأداة للتخريب الأخلاقي والاجتماعي.
عذراً التعليقات مغلقة