المغرب تحت قيادة جلالة الملك.. منصة استراتيجية لإفريقيا وشريك موثوق لأوروبا والولايات المتحدة وآسيا

الكلمة بريسمنذ ساعتينآخر تحديث :
المغرب تحت قيادة جلالة الملك.. منصة استراتيجية لإفريقيا وشريك موثوق لأوروبا والولايات المتحدة وآسيا

الكلمة بريس: و م ع

خصّصت الصحيفة الإيطالية اليومية “لا فيريتا” يوم الاثنين، ملفاً خاصاً حول المغرب، أبرزت فيه مسار التحديث الذي انخرط فيه المملكة تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك محمد السادس. مسار يضع المغرب كمنصة استراتيجية للقارة الإفريقية وشريك موثوق لأوروبا والولايات المتحدة وآسيا.

وتشير الصحيفة إلى أن المملكة، منذ أكثر من عقدين، انخرطت في “مسار تحديث سريع يجمع بين بنى تحتية متطورة، ومشاريع طاقية مبتكرة، ورؤية جيوسياسية مستقبلية”، تحت عنوان “المغرب يدعو إيطاليا: نجاح خطة ماتّي يعتمد على الاستثمارات الكبرى في الرباط”.

ويعد ميناء طنجة المتوسط أبرز مثال على هذا التحول الذي يشهده المغرب، حيث أصبح، في غضون سنوات قليلة، “أكبر محور بحري في البحر الأبيض المتوسط، مع روابط مباشرة لأكثر من 180 ميناءً في 70 دولة”.

وتشكل هذه البنية التحتية نظاماً صناعياً متكاملاً يضم مناطق حرة ومواقع إنتاج ومراكز تجميع تجذب مجموعات دولية كبرى، خاصة في قطاعات السيارات والطيران واللوجستيات العالمية، مع الإشارة إلى أن هذا المشروع، الذي يتوسع باستمرار، أصبح “محركاً اقتصادياً يولد قيمة مضافة، ومختبراً للابتكار المستدام”.

كما أبرزت “لا فيريتا” الابتكار المستدام في ميناء طنجة المتوسط، مع إطلاق أول مشروع للألواح الشمسية العائمة في شمال إفريقيا، مشيرة إلى أن المغرب، في مواجهة أطول موجة جفاف في تاريخه، أظهر براعة في الحفاظ على موارده المائية.

وفي هذا الإطار، ذكرت الصحيفة مثال حوض ميناء طنجة المتوسط الذي كان يفقد نحو 3000 متر مكعب من الماء يومياً في الصيف، مقابل حوالي 700 متر مكعب بعد تركيب الغطاء الشمسي. وأوضحت أن هذا المشروع التجريبي سيُوسع ليشمل مواقع أخرى، ضمن استراتيجية أوسع تشمل محطات تحلية المياه، وقنوات لنقل المياه من المناطق الممطرة إلى المناطق الجافة، وأنظمة ري ذكية.

وفي الوقت نفسه، أولت “لا فيريتا” اهتماماً خاصاً لمدينة الداخلة، أحد ركائز الاستراتيجية المغربية، مشيرة إلى التحولات السريعة التي شهدتها بفضل الطرق الجديدة، وتوسيع الميناء، وإنشاء مناطق صناعية، وإطلاق مشاريع طاقية.

وتابعت الصحيفة أن هذه الاستثمارات تجعل من الداخلة “منصة لوجستية وتجارية تهدف لجذب الاستثمارات الدولية وتعزيز البعد الإفريقي للمغرب”، كما ستصبح نقطة مرجعية في مجالات الصيد والزراعة الصناعية والطاقة المتجددة، مع فرص مهمة للشركات الأوروبية، خصوصاً الإيطالية، فضلاً عن الإمكانيات السياحية المستدامة للمدينة.

وذكرت الصحيفة أن تعزيز البنية التحتية المينائية والطرقية للمدينة يجعلها حلقة وصل بين شمال وجنوب القارة، ورمزاً للتمدد القاري للمغرب، مشيرة إلى أن قدرة المغرب على تقديم نموذج تنموي متكامل وآمن يكتسب قيمة استراتيجية في منطقة تتسم بعدم الاستقرار ونشاط الجماعات المسلحة.

ويعد قطاع الطاقة مثالاً بارزاً على الطموح المغربي، مع الإشارة إلى مشروع نور للطاقة الشمسية بورزازات، والحقول الريحية الشاسعة على السواحل الأطلسية، مشيرة إلى أن المغرب يسعى ليكون ليس فقط مزوداً، بل شريكاً تقنياً للاتحاد الأوروبي، موفّقاً بين المصالح الاقتصادية والاستراتيجية.

أما قطاع التعدين، ولا سيما الفوسفاط، فالمغرب يمتلك أكبر الاحتياطيات العالمية منه، مما يجعله “عامل قوة جيوسياسية: السيطرة على الفوسفاط تعني لعب دور مركزي في الأمن الغذائي الدولي”.

ويستند نجاح النموذج المغربي أيضاً على الجانب الأمني، إذ تُعد الأجهزة الأمنية المغربية من بين الأكثر فعالية، ولها دور حاسم في مكافحة الإرهاب الجهادي وتعاون وثيق مع الشركاء الأوروبيين والأمريكيين، ما يجعل المغرب “شريكاً موثوقاً وذا مصداقية”.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، أشارت الصحيفة إلى الدعم الدولي المتزايد لخطة المغرب المتعلقة بالحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء، إضافة إلى القوة الناعمة الدينية للمملكة التي تروّج لإسلام معتدل ومنفتح، مما يساهم في مواجهة التطرف في منطقة الساحل.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    عاجل