الكلمة بريس
مع بداية فصل الربيع وتزامنه مع تساقطات مطرية معتدلة خلال الأسابيع الأخيرة، بدأت مؤشرات التفاؤل تلوح في الأفق بالنسبة للفلاحين في مختلف جهات المغرب، حيث تشهد الزراعات الربيعية هذا الموسم دينامية ملحوظة تبشر بموسم فلاحي واعد قد يعيد الأمل لقطاع عانى من تداعيات الجفاف خلال السنوات الماضية.
تشمل الزراعات الربيعية في المغرب أصنافًا متعددة مثل الذرة، عباد الشمس، البقوليات، البطاطس، والطماطم، إلى جانب محاصيل علفية هامة كالفصة والذرة العلفية، والتي تلعب دورًا محوريًا في دعم قطاع تربية الماشية. وقد ساهم تحسن الظروف المناخية نسبيًا، وتوفر مياه الري في بعض المناطق، في دفع الفلاحين إلى توسيع المساحات المزروعة مقارنة بالموسم الماضي.
وبحسب المعطيات الأولية الصادرة عن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية، فإن معدل تقدم الأشغال الزراعية تجاوز 80% في بعض الجهات، لا سيما سوس-ماسة، الدار البيضاء-سطات، وجهة فاس-مكناس، حيث يُسجَّل إقبال ملحوظ على زراعة البطاطس والذرة نظرا لعائداتها الجيدة وسرعة دورة نموها.
كما يُسجل هذا الموسم إقبال متزايد على استعمال البذور المختارة والأسمدة العضوية، في ظل دعم الدولة من خلال برامج المخطط الأخضر واستراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030″، مما يساهم في رفع المردودية وتقليص المخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية.
من جانب آخر، يؤكد عدد من الفلاحين أن تحسن ظروف التموين بالأسمدة والمبيدات، وانخفاض أسعار بعض المدخلات الفلاحية مقارنة بالعام الماضي، شكّلا عاملين محفزين لتوسيع نشاطهم الزراعي، خصوصًا في ظل توقعات بارتفاع الطلب المحلي والخارجي على بعض المنتوجات الزراعية في الأشهر المقبلة.
ويراهن العديد من المهنيين والفاعلين في القطاع على هذا الموسم لتعويض الخسائر التي تكبدها الفلاحون خلال سنوات الجفاف، واستعادة التوازن في السوق الفلاحية الوطنية، كما يأملون أن يستمر الاستقرار المناخي خلال الأشهر القادمة لتعزيز فرص نجاح الموسم الربيعي.
وفي الوقت الذي تظل فيه بعض المناطق القروية بحاجة إلى مزيد من الدعم في ما يخص البنية التحتية والسقي بالتنقيط، فإن الآفاق العامة تبدو مبشرة، وتؤكد من جديد قدرة الفلاح المغربي على التكيف والابتكار، رغم الصعوبات، في سبيل الحفاظ على الأمن الغذائي الوطني.
عذراً التعليقات مغلقة