الكلمة بريس: أبو سفيان الكابوس
عادت في الآونة الأخيرة ظاهرة “السماوي” إلى الواجهة في عدد من مدن المغرب، بعد أن ظن كثيرون أنها أصبحت من الماضي. هذه الظاهرة، التي تمزج بين الإيحاء النفسي والاستغلال الاجتماعي، تتخذ طابعاً جديداً أكثر تطوراً وتمويهاً، يستهدف النساء والرجال على حد سواء، وخاصة أولئك الذين يمرون بظروف نفسية أو اجتماعية هشة.
“السماوي” ليس مجرد نصب تقليدي، بل أسلوب يعتمد على التأثير النفسي والإيحاء الذهني، حيث يُقنع الجاني ضحيته بالتخلي طواعية عن أمواله أو ممتلكاته، دون أن يُمارَس عليه أي عنف ظاهر. وغالباً ما يتم اختيار الضحايا بعناية فائقة: نساء وحيدات، مسنون، أو أشخاص بدت عليهم مظاهر التردد أو القلق أمام الأبناك أو محطات النقل.
المقلق في الأمر أن هذه الأساليب بدأت تنتشر مجدداً، مع تطور أدوات المنفذين واستخدامهم وسائل تنقل مختلفة، وأحياناً ارتداء أزياء توحي بالاحترام والثقة، ما يُصعّب على الضحية إدراك أنه وقع في فخ حتى بعد فوات الأوان.
وقد لوحظ أن هذه العصابات كثيراً ما تعمل في أزواج أو مجموعات صغيرة، تجمع بين الجناة من مختلف الأعمار، كما أن بعضهم يُشتبه في ضلوعهم في جرائم مماثلة في مدن أخرى، ما يشير إلى امتداد شبكي منظم يستغل ثغرات اجتماعية وأمنية.
هذا المعطى يضع تحديات كبيرة أمام السلطات الأمنية، لكنه يطرح أيضاً أسئلة ملحة على المجتمع، خاصة ما يتعلق بضرورة التوعية والتحسيس بخطورة هذه الظاهرة، وضرورة عدم الثقة في الغرباء مهما بدوا محترمين أو ودودين.
إن عودة “السماوي” بهذا الزخم تقتضي يقظة جماعية، وتعاوناً بين المواطنين والأمن، حتى لا يتحول هذا الأسلوب الخبيث إلى وسيلة دائمة لسلب الناس أموالهم تحت غطاء الخداع النفسي.
عذراً التعليقات مغلقة