أبو سفيان الكابوس
رغم أن المغرب قطع أشواطاً مهمة في مجال صحة الأم والطفل، إلى درجة أنّ الخدمة الصحية المجانية الوحيدة المتاحة هي خدمة التوليد، فقد عرف مستشفى الحسن الثاني بأكادير ارتفاعاً مقلقاً في عدد الوفيات أثناء الوضع، وذلك باعتراف المديرة الجهوية للصحة بجهة سوس ماسة خلال ندوة صحفية نظمتها اليوم.
المديرة، التي بدت مرتبكة أثناء الرد على أسئلة الصحافيين، أقرت قائلة: “نأسف لارتفاع عدد الوفيات اللي ما عرفناش السبب ديالو، والسيد الوزير عيّن لجنة للقيام بدراسة لمعرفة الأسباب”.
اعتراف المسؤولية هذا جاء متزامناً مع وقفة احتجاجية نظمتها ساكنة أكادير أمام المستشفى للتنديد بالوضعية الكارثية التي يعيشها، حيث أطلقوا عليه لقب “مستشفى الموت”.
غير أن ما زاد من حدة الغضب الشعبي هو الاكتفاء بالحديث عن لجنة وزارية لدراسة الأسباب، في حين أن أرواح النساء التي أزهقت تستوجب ـ في نظر الساكنة والفعاليات الحقوقية ـ فتح تحقيق قضائي عاجل تحت إشراف الوكيل العام للملك، بدل الاكتفاء بتحقيق إداري يُنظر إليه على أنه مجرد محاولة لذر الرماد في العيون.
المطالب تعالت بضرورة تحمل المسؤولية السياسية والأخلاقية، ودعوات صريحة للمديرة الجهوية ووزير الصحة إلى تقديم الاستقالة، لأن حياة المغاربة ليست رخيصة إلى درجة تبريرها بالجهل بالأسباب أو الاكتفاء بوعود لجان مؤقتة.
عذراً التعليقات مغلقة