الكلمة بريس: و م ع
أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، يوم الجمعة في بكين، مباحثات مع نظيره الصيني وانغ يي، وذلك بمناسبة الزيارة العملية التي يقوم بها إلى الصين.
وتندرج زيارة بوريطة في سياق الدينامية المتواصلة التي تميز العلاقات بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، منذ إرساء الشراكة الاستراتيجية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، والرئيس الصيني فخامة السيد شي جين بينغ، بمناسبة الزيارة الملكية إلى بكين في ماي 2016.
وفي هذا الإطار، أكد الوزيران أن هذه الشراكة الاستراتيجية تشكل الأساس المتين الذي تقوم عليه علاقة تعاون متميزة، قائمة على التضامن والثقة المتبادلة والاحترام المتبادل.
وقد جددت زيارة الرئيس الصيني فخامة السيد شي جين بينغ إلى الدار البيضاء يومي 21 و22 نونبر 2024، والتي استُقبل خلالها من طرف صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، التأكيد مرة أخرى على الإرادة المشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستويات أسمى.
وأعرب الوزيران عن ارتياحهما لجودة العلاقات الثنائية وعمقها وتنوع مجالات التعاون التي تعرف نمواً مستمراً بفضل المبادرات الطموحة في الميادين السياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية.
ووعياً منهما بضرورة مواكبة دينامية المبادلات الاقتصادية وتنامي الاستثمارات الأجنبية المباشرة، شدد الوزيران على أهمية تعزيز الإطار القانوني ذي الطابع الاقتصادي، بما يعزز ثقة المستثمرين من الجانبين، ويضمن الاستقرار والوضوح في إنجاز المشاريع الكبرى في القطاعات الواعدة.
وفي هذا السياق، ثمّنا المراجعة الجارية حالياً لاتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة الموقعة سنة 1995. كما اتفقا على تحفيز الاستثمارات الصينية في المغرب، وتعزيز الشراكات الصناعية المشتركة، وتشجيع مشاريع التنمية المشتركة على الصعيد القاري، ولا سيما عبر التعاون الثلاثي لفائدة إفريقيا.
كما مكنت المباحثات بين الوفدين من استكشاف آفاق جديدة للتعاون في قطاعات استراتيجية وذات قيمة مضافة عالية، من قبيل البنيات التحتية، والصناعة، والطاقة، والابتكار، والرقمنة، والطاقات المتجددة، فضلاً عن السياحة والتعليم العالي.
وأشاد الجانبان خصوصا بالدينامية التي يعرفها تدفق السياح بين البلدين، باعتباره رافعة أساسية للتقارب بين الشعوب ومحركاً للتبادلات الاقتصادية والإنسانية.
كما اتفقا على تعميق التعاون الثقافي والأكاديمي والعلمي، وتطوير برامج التبادل الجامعي واللغوي والفني، بما يعزز التفاهم المتبادل ويمتن الروابط الإنسانية بين الشعبين المغربي والصيني.
وأكد الطرفان الدور الذي يضطلع به المغرب كمنصة إقليمية محورية وجسر طبيعي للتعاون الصيني–الإفريقي والصيني–العربي، بفضل موقعه الجيو-استراتيجي واستقراره السياسي وجودة بنياته التحتية وتنوع شراكاته. كما أبرز الوزيران دور الصين كفاعل رئيسي في التعاون الدولي وشريك أساسي على مستوى إفريقيا والعالم العربي.
وشكل هذا اللقاء أيضاً مناسبة لتبادل معمق حول القضايا الحيوية والرهانات الإقليمية والدولية. وفي هذا الصدد، سجل الوزيران تقاربا في وجهات النظر بشأن عدد من القضايا والمبادئ والقيم، لاسيما ما يتعلق بالسيادة الوطنية والوحدة الترابية للدول، ومحاربة الانفصال والتطرف.
ويعكس هذا التقارب صلابة الشراكة الاستراتيجية المغربية–الصينية والإرادة المشتركة للإسهام الفاعل في إقامة نظام دولي أكثر عدلاً وتوازناً وشمولية.
كما جدد الوزيران التأكيد على تمسك المغرب والصين بأولوية التعددية، وبمركزية منظمة الأمم المتحدة، وبمبادئ ميثاقها، بما يشمل تسوية النزاعات بالطرق السلمية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وتوّجت زيارة بوريطة، يذكر، بالتوقيع على مذكرة تفاهم بشأن إرساء حوار استراتيجي مغربي–صيني، كآلية لتعزيز التشاور السياسي ورسم آفاق جديدة للتعاون والتفاعل على الصعيد الدبلوماسي.
عذراً التعليقات مغلقة