نجحت جمارك مطار محمد الخامس الدولي في تحقيق إنجاز بارز بعد كشفها عن عملية تهريب ذهب ضخمة تورط فيها مضيف طيران مغربي يعمل لدى شركة الخطوط الجوية الإماراتية. وحسب جريدة “الصباح”، فإن التفتيش الذي جرى للمضيف وحقيبته عند وصوله إلى المطار أدى إلى ضبط 12 سبيكة من الذهب الخالص، بوزن إجمالي يبلغ 12 كيلوغراماً، إلى جانب ساعات ثمينة تُقدر قيمتها الإجمالية بأكثر من 600 مليون سنتيم.
وأفادت مصادر بأن قيمة الذهب المهرب في رحلة واحدة تصل إلى 960 مليون سنتيم، ما يشير إلى أن الكمية التي يحملها المضيف تتجاوز إمكاناته الشخصية، مما يثير الشكوك حول تورطه مع مافيا عابرة للقارات متخصصة في تهريب الذهب. يُعتقد أن بعض أفراد هذه الشبكة يتواجدون داخل المغرب، في حين ينتشر الآخرون في دول مختلفة.
وتزايدت الشبهات حول المضيف بسبب فارق أسعار الذهب بين الإمارات العربية المتحدة والمغرب، مما يُرجح أن تكون الإمارات مجرد دولة عبور. هذا يأتي في ظل تشديد السلطات المغربية الرقابة على مسارات تهريب الذهب من تركيا بعد قرار وقف العمل برخص التصدير المؤقت التي كانت تسمح للحرفيين بتصدير الحلي والمجوهرات لإعادة تصنيعها في الخارج.
وقد تم تحويل المضيف إلى الضابطة القضائية للتحقيق معه بشأن تفاصيل تهريب هذه الكمية الكبيرة من الذهب، ومعرفة مصدرها ووجهتها، والكشف عن رجال الأعمال المتورطين في تسخير مضيف الطيران لنقل المعدن النفيس عبر القارات. يُتوقع أن تصل التحقيقات إلى أفراد آخرين ضمن طاقم شركات الطيران الذين تستغلهم مافيا تهريب الذهب.
وسبب تهريب الذهب خسائر كبيرة للدولة، كما أن العائدات التي تجنيها هذه العصابات تندرج ضمن جرائم غسل الأموال. يُعتقد أن مصادر المقايضة مرتبطة أيضاً بالتهريب الدولي للمخدرات، ويتم تبييض هذه الأموال من خلال شراء عقارات أو عمليات تجارية، أو شراء كميات كبيرة من الذهب المغربي عند انخفاض أسعاره وتهريبه إلى دول أوروبية أو خليجية.
وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة من العمليات النوعية التي نفذتها جمارك مطار محمد الخامس بتأطير من الإدارة المركزية. تم خلال هذه العمليات حجز مبالغ مالية بالعملة الصعبة تجاوزت 10 ملايين درهم، بالإضافة إلى العديد من السلع المهربة، مما يعكس الجهود المكثفة لمكافحة التهريب بكافة أشكاله.
عذراً التعليقات مغلقة