في السنوات الأخيرة، أصبحت السجائر الإلكترونية ظاهرة لافتة في المغرب، حيث انتشرت بشكل سريع بين الشباب والبالغين على حد سواء. تعتبر هذه التقنية البديلة للتدخين التقليدي مغرية للكثيرين، نظراً لمظهرها الحديث والمتطور، فضلاً عن الافتراضات السائدة بأنها تقلل من الضرر الصحي بالمقارنة مع التبغ التقليدي.
مع ذلك، تثير السجائر الإلكترونية مخاوف كبيرة بالمجتمع وذلك نظراً لعدم وضوح تأثيراتها الصحية الطويلة الأمد. فالنقاشات الحالية تدور حول نقص البحوث المستقلة التي تدعم سلامة وفعالية هذه المنتجات على المدى الطويل، مما يجعل من الصعب تحديد مدى خطورتها بدقة.
بالإضافة إلى ذلك، تشكل السجائر الإلكترونية تحديات تنظيمية، حيث إن مناقشات السياسات تشير إلى ضرورة تشديد الرقابة على بيعها وترويجها، خاصة بالنسبة للشباب. فتجارب الشباب بهذه التقنية قد تؤدي إلى زيادة استخدامها بشكل غير مسؤول، مما يعرضهم للمخاطر الصحية المحتملة دون توعية كافية.
لذا، يدعو الخبراء إلى زيادة الوعي بمخاطر السجائر الإلكترونية وضرورة إجراء المزيد من البحوث العلمية المستقلة، بهدف تقديم توصيات فعالة للتشريعات والسياسات الصحية التي تحمي المجتمع من آثارها السلبية المحتملة.
بشكل عام، تمثل السجائر الإلكترونية تحدياً جديداً يجب على المجتمع المغربي التصدي له بحذر، من خلال التوعية والتشريعات الفعّالة التي تحافظ على صحة وسلامة الأفراد، خاصة الشباب الذين يمثلون مجموعة عمرية هامة في بنية المجتمع المغربي المستقبلية.
وقد سبق لوزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب قد أعلن عن أرقام صادمة بشأن تعاطي السيجارة الإلكترونية في أوساط الشباب والمراهقين والأطفال بالمغرب.
ونبه الوزير في جوابه على سؤال تقدم به عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية مصطفى إبراهيمي إلى أن السيجارة الإلكترونية هي الأكثر استعمالا مقارنة بالسجائر العادية في صفوف أطفال المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 17 عاما (الذكور 2 في المائة، الإناث 5 في المائة)، ولفت إلى أن 7.7 في المائة استخدموها قبل سن العاشرة.
Sorry Comments are closed