شهدت الساحة السياسية الأمريكية حدثاً مروعاً عندما حاول الشاب توماس ماثيو كروكس اغتيال الرئيس السابق دونالد ترامب خلال تجمع انتخابي. تفاصيل الواقعة تكشف عن حياة شاب مليئة بالتناقضات والتوترات السياسية.
توماس ماثيو كروكس، البالغ من العمر 20 عاماً، ولد في عام 2004 في بلدة بيثيل بارك، الواقعة في الضواحي الجنوبية لمدينة بيتسبرغ الكبرى بولاية بنسيلفانيا. نشأ كروكس في بيئة مريحة نسبياً، حيث تُعد بيثيل بارك مدينة ثرية وذات أغلبية بيضاء. تخرج من مدرسة بيثيل بارك الثانوية في عام 2022، حيث حصل على “جائزة النجمة” من المبادرة الوطنية للرياضيات والعلوم، والتي تبلغ قيمتها 500 دولار. وظهر كروكس في حفل تخرجه مرتدياً الرداء الأسود الخاص بالمناسبة، محاطاً بتصفيق حار من زملائه.
وتوضح السجلات السياسية أن كروكس كان عضواً في الحزب الجمهوري، حيث تم العثور على اسمه في قائمة المشاركين في الانتخابات التمهيدية المغلقة للجمهوريين. لكن في خطوة غير متوقعة، تبرع بمبلغ 15 دولاراً للجنة عمل سياسي ديمقراطية تُعرف باسم “مشروع الإقبال التقدمي” في عام 2021. هذا التناقض في الانتماء السياسي أثار الكثير من التساؤلات حول دوافعه الحقيقية.
في 14 يوليوز 2024، حاول كروكس تنفيذ عملية اغتيال ترامب خلال تجمع انتخابي في بلدة بتلر، بنسيلفانيا. وفقاً لشهود عيان، كان كروكس متمركزاً على سطح مصنع يبعد نحو 120 متراً عن المنصة التي كان يلقي منها ترامب خطابه. أفراد جهاز الخدمة السرية الأميركية تصدوا لمحاولته على الفور، وأطلقوا النار عليه وقتلوه. بعد الحادث، عثرت الشرطة على مواد متفجرة في سيارة كروكس المتوقفة قرب مكان التجمع، مما يدل على نيته إحداث فوضى أكبر.
وتشير التقارير إلى أن كروكس كان قد نشر فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي يعبر فيها عن كرهه لترامب والجمهوريين، مما يعكس حالة من التطرف السياسي. ومع اقتراب موعد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري لعام 2024 في مدينة ميلواكي، كان كروكس يسعى إلى منع ترشيح ترامب رسمياً للانتخابات الرئاسية المقبلة.
محاولة اغتيال ترامب على يد توماس ماثيو كروكس تبرز التحديات الكبيرة التي تواجهها الولايات المتحدة في مواجهة التطرف السياسي والعنف. وبينما تتواصل التحقيقات للكشف عن المزيد من التفاصيل، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للمجتمع الأمريكي التعامل مع مثل هذه التهديدات ومنع تكرارها في المستقبل؟
عذراً التعليقات مغلقة