في تطور خطير يشير إلى تصاعد النزاع في ليبيا، شهدت منطقة القويعة، الواقعة على بعد حوالي 40 كم شرق العاصمة طرابلس، يوم السبت، اشتباكات مسلحة عنيفة بين عدة ميليشيات تتنازع على النفوذ في المنطقة الغربية. وقد استخدمت هذه الميليشيات أسلحة خفيفة ومتوسطة، مما أثار حالة من الرعب بين السكان المحليين.
وأكدت التقارير الإعلامية نقلاً عن مصادر ليبية، أن اشتباكات وتحشيدات واسعة نشبت في ضاحية تاجوراء شرق طرابلس، مما أسفر عن مقتل 9 أشخاص وإصابة 16 آخرين. وقد تصاعدت حدة الاشتباكات بشكل ملحوظ خلال الساعات الأخيرة.
وأضافت المصادر أن هناك اجتماعًا عسكريًا موسعًا يجري في طرابلس، بحضور قادة الميليشيات المسلحة، من المتوقع أن يحدد مصير الاشتباكات الجارية. وقد أعربت المصادر عن قلقها من احتمال اندلاع اشتباكات أكثر عنفًا إذا لم يتوصل القادة إلى توافق حول الترتيبات الأمنية والنفوذ داخل البلاد.
تأتي هذه الأحداث في وقت تعاني فيه ليبيا من عدم استقرار سياسي وأمني، في ظل إدارة الأمم المتحدة للصراع في البلاد وانتشار الميليشيات المسلحة التي تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة بالسيطرة على مفاصل الدولة. ويضاف إلى ذلك الصمت الدولي تجاه تواجد القوات الأجنبية والمرتزقة، مما يهدد أمن واستقرار ليبيا.
في غضون ذلك، شهد الجنوب الغربي لليبيا تحركات عسكرية قامت بها رئاسة أركان القوات البرية التابعة للجيش الوطني الليبي، بهدف تأمين الحدود الجنوبية لدول الجوار. وأكد المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي، اللواء أحمد المسماري، التزام القوات المسلحة باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في جنيف عام 2020، ونفى وجود أي نية لتهديد المدن الليبية أو أي مكونات اجتماعية في المنطقة الغربية.
وأشار المسماري إلى أن الجيش الليبي يواصل جهوده في بسط الأمن والاستقرار، مع التركيز على تأمين الحدود الجنوبية الغربية، خاصةً في ظل الاضطرابات في دول الجوار مثل تشاد والنيجر. وأضاف أن الجيش يتخذ جميع التدابير اللازمة لحماية البلاد من أي تهديد إرهابي خارجي.
عذراً التعليقات مغلقة