في إطار تعزيز التعاون العسكري والتكتيكي، بدأ الجيش المغربي بالتعاون مع نظيره الأمريكي تدريبات متقدمة تركز على تقنيات وتكتيكات الحرب الإلكترونية، وهي أحد أبرز عناصر الحروب الحديثة. تهدف هذه التدريبات إلى تحديث واستعادة القدرات التي تم الاستغناء عنها بعد نهاية الحرب الباردة.
تشمل هذه التدريبات التي تُجرى بمشاركة كتيبة من فرقة العمل الثانية متعددة المجالات التابعة للجيش الأمريكي، استخدام تقنيات حديثة مثل البالونات عالية التقنية وطائرات “الدرون” من ثلاثة أنواع مختلفة. يهدف التدريب إلى تحسين تقنيات اكتشاف وتتبع رادارات العدو وأجهزة الإرسال اللاسلكية، وتحديد مواقعها بدقة ثم تعطيلها.
في مؤتمر “NDIA Emerging Technologies”، أكد المقدم “آرون ريتزيما”، قائد الوحدة الأمريكية المشاركة، أن مهمة كتيبته الرئيسية هي تحديد المواقع الدقيقة لأي هدف محتمل ونقل المعلومات إلى الوحدات العسكرية الأخرى. وأوضح أن “هذه المهمة مشابهة لما كان يقوم به الكشافة وسلاح الفرسان الخفيف منذ العصور القديمة، ولكن مع الأدوات الحديثة مثل الطائرات بدون طيار، وبرامج الأمن السيبراني، وتغذية الأقمار الصناعية”.
وبحسب موقع “بريكن ديفانس”، تُعد هذه التدريبات الثانية من نوعها التي تشارك فيها الفرقة الثانية متعددة الجنسيات، بعد التمرين الافتتاحي الذي أقيم العام الماضي في أوروبا الوسطى. وأشار “ريتزيما” إلى أن التدريبات الحالية في المغرب تختلف بشكل كبير عن تلك التي أُقيمت في بولندا، حيث يتطلب التنسيق للوصول إلى المغرب تنسيقًا معقدًا لحركة الأفراد والمعدات عبر البحر والجو، مما يعزز التعاون الكامل مع القوات المغربية.
من جانبه، قال الرائد معاذ زريق، الذي يتمتع بخبرة 20 عامًا في القوات المسلحة الملكية، إن هذه التدريبات تمثل فرصة عظيمة لتعزيز التعاون بين الجيوش، حيث بدأ العمل مع الأمريكيين في التخطيط والتدريب على تقنيات الحرب الإلكترونية، والآن يُجرى التدريب على أرض الواقع باستخدام أحدث المعدات.
ويذكر أن تحليق البالونات المغربية فوق جزر الكناري أثار اهتمام وسائل الإعلام الإسبانية، التي أبدت استغرابها من استخدام هذه البالونات في الاتصالات ونقل البيانات والمراقبة والاستخبارات.
عذراً التعليقات مغلقة