في قضية أثارت الكثير من الجدل، أصدرت محكمة بريطانية حكمًا يدين توني رايلي، أحد كبار المسؤولين في المجلس الثقافي البريطاني بالرباط، بتهمة التحرش بزميلة له في العمل. القضية كشفت عن استغلال رايلي لمنصبه لمحاولة الإفلات من العقاب، مما ألقى بظلال من الشك حول كيفية إدارة المجلس لهذه الأزمة.
تفاصيل المحاكمة أوضحت أن رايلي تبنى سلوكًا مزعجًا تجاه الضحية، حيث أغرقها بالهدايا ورسائل نصية مفعمة بمشاعر حب غير متبادل، بالإضافة إلى تركه الزهور عند باب منزلها. وعلى الرغم من محاولات الضحية لوقف هذه التصرفات، إلا أن رايلي استمر في مضايقتها، معترفًا في بعض رسائله بأنه يعاني من “اضطراب الحب القهري”.
الضحية، التي اضطرت في نهاية المطاف للاستقالة من عملها نتيجة للاضطهاد، لم تجد في المجلس الثقافي البريطاني الحماية الكافية. فقد أشارت المحكمة إلى أن المجلس لم يتعامل مع شكواها بسرعة وفعالية، مما أدى إلى تفاقم الضرر النفسي الذي لحق بها.
القاضي أكد أن المجلس أولى اهتمامًا أكبر لرفاهية رايلي على حساب الضحية، مما دفع المحكمة إلى إدانة المجلس بالتقصير في حماية موظفيه. هذا الحكم يمهد الطريق للضحية للحصول على تعويضات مالية، حيث سيتم تحديد قيمتها في جلسة استماع لاحقة.
المحامي الممثل للضحية رحب بالحكم، معتبرًا إياه خطوة مهمة في تعزيز الوعي بضرورة التعامل الجدي مع مزاعم التحرش والتحقيق فيها بنزاهة واستقلالية، مما يبعث برسالة واضحة للمؤسسات بضرورة التحلي بالمسؤولية والشفافية في مثل هذه القضايا.
عذراً التعليقات مغلقة