في خطوة استباقية لمواجهة تداعيات الفيضانات الأخيرة التي اجتاحت جهة درعة تافيلالت، أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عن تخصيص مبلغ 40 مليون درهم كمرحلة أولى لإصلاح الأضرار الناتجة عن هذه الكارثة الطبيعية. هذا القرار جاء بعد زيارة ميدانية قام بها الوزير محمد صديقي إلى المناطق المتضررة، حيث وقف على حجم الخسائر التي لحقت بالقطاع الفلاحي والبنية التحتية الهيدروفلاحية.
الزيارة، التي شملت منطقة أم الرمان بجماعة غسات، كانت فرصة للوزير والوفد المرافق له للاطلاع على الأضرار الكبيرة التي لحقت بالسواقي والجدران الواقية، وكذلك الأشجار المثمرة مثل الزيتون والنخيل والتين، كما عقد الوزير اجتماعات موسعة مع مسؤولي الجهة وأعضاء الغرفة الفلاحية الجهوية لمناقشة الإجراءات الطارئة اللازمة لإصلاح هذه الأضرار.
وتشير الأرقام الصادرة عن الوزارة إلى أن الفيضانات ألحقت أضراراً بالغة بالمحاصيل الزراعية والبنية التحتية الهيدروفلاحية، حيث تم تسجيل تضرر حوالي 30 كيلومتراً من السواقي، إضافة إلى تضرر المسالك القروية والفلاحية والمعدات الهيدروميكانيكية ومحطات الضخ، ورغم هذه الأضرار، أشارت الوزارة إلى أن الفيضانات ساهمت بشكل إيجابي في تعزيز حقينة السدود وتحسين الفرشة المائية والغطاء النباتي في المنطقة.
يأتي هذا التدخل السريع في إطار جهود الوزارة للتخفيف من آثار التغيرات المناخية التي تؤثر بشكل متزايد على القطاع الفلاحي في المغرب، خصوصاً في المناطق الجنوبية الشرقية التي تعاني من هشاشة في بنيتها التحتية.
الخطوة التالية تتمثل في تنفيذ برنامج عمل شامل لإصلاح الأضرار، والذي يتضمن تدابير إضافية تشمل إقليم طاطا الذي شهد بدوره فيضانات مهمة، وتجدد الوزارة التزامها بمتابعة الوضع عن كثب والعمل على تنفيذ كافة الإجراءات اللازمة لدعم الفلاحين والمناطق المتضررة.
عذراً التعليقات مغلقة