تعتبر السكك الحديدية واحدة من أهم وسائل النقل العامة في المغرب، ولذلك فإن تبني استخدام الطاقة النظيفة في تشغيلها يعتبر خطوة جديدة ومبشرة نحو الاستدامة البيئية وتحقيق أهداف الحد من التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية وتلبية احتياجات المستقبل.
وفي هذا السياق، أكد المكتب الوطني للسكك الحديدية في المغرب أنه قام بتعزيز استخدام الطاقة النظيفة في جر القطارات اعتباراً من فاتح يونيو من العام المنصرم، وذلك من خلال زيادة حصته من الطاقة الخضراء في مزيجها الكهربائي من 25% إلى 60% على مستوى شبكة السكك الحديدية الوطنية بأكملها. وقد تم تحقيق أداء قياسي جديد يفوق الهدف المحدد من قبل بلغ 50%، وتحقيق ذلك قبل نهاية العام الحالي بمدة طويلة.
هذا التحول نحو الطاقة النظيفة يندرج ضمن رؤية الملك محمد السادس المستنيرة لتعزيز استخدام الطاقات المتجددة بحلول عام 2030، بهدف تعزيز سيادة الطاقة وتقليل تكاليفها، مع إعلان الاقتصاد المغربي كواحد من الاقتصادات الخالية من الكربون في العقود المقبلة.
من أجل تحقيق هذا التحول، تم تبني سياسات مستدامة من قبل المكتب الوطني للسكك الحديدية، بدءًا من تشغيل قطارات “البراق” بالطاقة النظيفة اعتباراً من يناير من السنة الماضية، واستمراراً في استخدام الطاقة الخضراء في جميع القطارات المكوكية السريعة (TNR) وخطوط (أطلس) بمحور طنجة – الدار البيضاء. كما تم تحويل جميع قطارات نقل البضائع بميناء طنجة المتوسط لتعمل بالطاقة النظيفة أيضًا.
تسمح هذه الاستراتيجية الخضراء بتحسين فاتورة الطاقة بشكل كبير، وتقليل انبعاثات الكربون المرتبطة بأنشطة السكك الحديدية، مما يسهم في الحد من التأثيرات السلبية على المناخ، ومن المتوقع أن يتم تجنب حوالي 135 ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول نهاية عام 2023.
إن هذه الخطوة التحويلية للسكك الحديدية المغربية تعد نقطة تحول هامة في تنفيذ خارطة الطريق نحو الطاقة المسؤولة، وتعكس التزام المغرب بالتنمية المستدامة والحفاظ على البيئة للأجيال القادمة. وتعد هذه المبادرة قدوة ومثال يحتذى به للدول الأخرى في تبني الطاقة النظيفة والعمل نحو تحقيق التنمية المستدامة والاقتصاد الخالي من الكربون.