أبو سفيان الكابوس
في مجموعة من الأحياء التي تضم نقطا سوداء، تنتشر ظاهرة مقلقة تهدد صحة ومستقبل شريحة واسعة من الشباب، إنها مخدر “البوفا”، الذي أصبح رمزا للدمار السريع والتدمير البطيء للحياة، هذه المادة الكيميائية الخطيرة، ذات التأثيرات السلبية القوية، تغزو أوساط الشباب وتفتك بأجسادهم وأحلامهم، تاركة خلفها قصصا مؤلمة من التهميش والفقدان.
يُطلق على “البوفا” اسم “الكوكايين الفقير”، نظرا لانخفاض تكلفته مقارنة بأنواع المخدرات الأخرى. لكنه ليس أقل ضررا، بل قد يكون أشد فتكا بسبب مكوناته المجهولة التي تشمل مواد كيميائية سامة تُسبب إدمانا سريعا وآثارا مدمرة على الجهاز العصبي والدماغ.
ويشكل الشباب الفئة الأكثر عرضة للوقوع في فخ هذا المخدر القاتل، حيث يتم استغلال ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية لإغراقهم في مستنقع الإدمان، ومن المؤسف أن العديد منهم يفقدون السيطرة على حياتهم، ليتحولوا إلى ضحايا للإدمان، مع ما يترتب على ذلك من انحرافات اجتماعية وأضرار نفسية وجسدية.
إن تفشي هذه الآفة يتطلب استنفارا جماعيا من الجهات الرسمية والمجتمع المدني، لا بد من تعزيز حملات التوعية بخطورة المخدرات وتوفير بدائل إيجابية للشباب، من خلال دعم برامج التعليم والتدريب والتأهيل المهني، إضافة إلى تعزيز الجهود الأمنية للحد من انتشار هذه المادة الخطيرة وتجفيف منابعها.
مخدر “البوفا” ليس مجرد مادة تُباع وتُشترى؛ بل هو تهديد مباشر لمستقبل أمة بأكملها، إن استمرار انتشاره يعني تدمير الطاقات الشابة التي تمثل الركيزة الأساسية لتطور المجتمع، لذا، يبقى التصدي لهذه الظاهرة مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، للحفاظ على سلامة الشباب وضمان مستقبلهم.
تتطلب مواجهة هذه الآفة جهودًا شجاعة ومستمرة، لأن إنقاذ الشباب اليوم هو استثمار في غدٍ أفضل للمغرب بأسره.
عذراً التعليقات مغلقة