أبو سفيان الكابوس
في كل موسم انتخابي أو ظرف استثنائي، يعود الحديث عن القفة الغذائية التي تُقدَّم للأسر المحتاجة، لكنها في كثير من الأحيان تتحول من وسيلة دعم إلى أداة استغلال تخدم مصالح معينة. فبدلًا من أن تكون تعبيرا عن التضامن والتكافل، يُساء استخدامها لتحقيق أهداف بعيدة عن غايتها الإنسانية.
يتم تقديم هذه المساعدات بطرق تثير التساؤلات حول نواياها، حيث تصبح مشروطة أو انتقائية، مما يحوّلها إلى وسيلة ضغط غير معلنة. وبدلًا من البحث عن حلول جذرية للفقر وتحسين الأوضاع الاقتصادية، يتم الاكتفاء بمساعدات ظرفية تُبقي الأسر المحتاجة في دائرة العوز، دون أي ضمان لاستقلاليتها وكرامتها.
إن الاستغلال غير الأخلاقي للمساعدات الغذائية يُضعف قيم التضامن الحقيقي، ويجعل الحاجة وسيلة لتحقيق مكاسب أخرى. لذا، يبقى الحل في تبنّي سياسات عادلة توفر فرص العمل والتنمية، بدلا من حلول مؤقتة لا تغير الواقع، بل تعيد إنتاجه.
عذراً التعليقات مغلقة