قطرات الأمل تُعيد الحياة إلى السدود المغربية

الكلمة بريسمنذ 3 ساعاتآخر تحديث :
قطرات الأمل تُعيد الحياة إلى السدود المغربية

الكلمة بريس

عادت الحياة لتبتسم من جديد في وجه الطبيعة، بعد أن تسللت أمطار الربيع في صمت إلى ربوع المغرب، لتغسل الغبار العالق، وتروي الأرض العطشى، وتملأ السدود التي كانت تئن من وطأة الجفاف.

استفاقت القرى والمدن على وقع زخات مطرية ناعمة، تناثرت كحبات لؤلؤ فوق الأغصان، وتسللت إلى أعماق التربة، ناشرة الأمل في نفوس الفلاحين والمزارعين الذين طال انتظارهم لهذه اللحظة. امتلأت السهول بعطر التراب المبلل، وتراقصت السنابل الخضراء على أنغام الرياح الخفيفة، معلنة قدوم موسم خير وبركة.

وقد شهدت الموارد المائية في المغرب تحسنًا ملحوظًا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إذ ارتفع مخزون السدود الرئيسية بنحو 1.92 مليار متر مكعب بفضل التساقطات المطرية الهامة التي عرفتها مختلف مناطق المملكة. وأظهرت البيانات الصادرة مؤخراً أن الحجم الإجمالي للمياه المخزنة في السدود بلغ حوالي 6.69 مليار متر مكعب، ما رفع نسبة الملء الإجمالية إلى 39.9%، مقارنة بـ 28.32% فقط في منتصف يناير الماضي، حين لم يكن يتجاوز حجم التخزين 4.77 مليار متر مكعب.

هذه الديناميكية الإيجابية تواصلت خلال الأيام الأخيرة، حيث سجلت بعض السدود زيادات جديدة بفضل الأمطار المتواصلة. فسد محمد الخامس في جهة الشرق شهد زيادة بنحو 2.8 مليون متر مكعب لتبلغ نسبة ملئه 83.9%، وسد إدريس الأول بإقليم تاونات سجل زيادة بأكثر من 4.7 ملايين متر مكعب ليصل إلى 38.6%. أما سد بين الويدان بإقليم أزيلال فقد ارتفع بـنحو 4.5 ملايين متر مكعب ليصل إلى 14.5%، في حين عرف سد المسيرة بإقليم سطات زيادة قدرها 2.4 مليون متر مكعب، لترتفع نسبة ملئه إلى 5.1%.

ورغم أن بعض السدود الكبرى لا تزال تعاني من نسب ملء منخفضة نسبيًا، إلا أن هذه التدفقات الجديدة تبعث على التفاؤل، وتُعزز الآمال بموسم ربيعي أكثر وفرة، وتمنح المملكة متنفسًا بعد فترة طويلة من الإجهاد المائي.

وها هو الربيع، كعادته، يجود بما في جعبته من خيرات السماء، ليعيد التوازن إلى دورة الحياة، ويمنح المغرب نفساً جديداً يطرد به آثار العطش ويحتفي بالجمال النابض في كل قطرة مطر تنزل من علياء السماء.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    عاجل