الكلمة بريس: عبد المجيد رشيدي
تشهد الأسواق الشعبية بمدينة الدار البيضاء، كما في باقي مناطق المملكة، حركة استثنائية مع اقتراب يوم عاشوراء، حيث تتقاطع الأجواء الدينية مع طقوس اجتماعية وثقافية متوارثة، تعكس عمق الانتماء للهوية المغربية.
في درب السلطان، كراج علال، الحي المحمدي وأحياء أخرى، يزداد الإقبال على الطبول، الحناء، وألعاب الأطفال، إلى جانب الفواكه الجافة التي تشكل جزءاً أساسياً من مائدة عاشوراء، خاصة الزبيب، التمر، الجوز، اللوز والفستق، وتحرص العائلات على اقتنائها، إما لتقديمها في أجواء احتفالية، أو لاستخدامها في إعداد أطباق تقليدية خاصة بهذه المناسبة.
ولا تكتمل عاشوراء دون طقوس “زمزم”، في اليوم الموالي، حيث يخرج الأطفال لرش الماء على بعضهم البعض، في طقس رمزي يعكس البركة والنقاء، قبل أن تتجه بعض العائلات إلى زيارة المقابر، لقراءة الفاتحة والترحم على الأموات، في استحضار للبعد الروحي للمناسبة.
هذه المظاهر، وإن بدت بسيطة، إلا أنها تعكس غنى الموروث الشعبي المغربي، الذي يمزج بين الاحتفال والروحانيات، ويجعل من عاشوراء محطة سنوية تجمع العائلة، وتحيي في النفوس قيماً من التراحم والفرح والهوية.
عذراً التعليقات مغلقة