المتشردون في مواجهة قسوة برودة الطقس بمقاطعة سيدي بليوط

الكلمة بريسمنذ ساعتينآخر تحديث :
المتشردون في مواجهة قسوة برودة الطقس بمقاطعة سيدي بليوط

بقلم أبو سفيان الكابوس
مع الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة خلال هذه الأيام، تتفاقم معاناة المتشردين بمقاطعة سيدي بليوط، حيث تتحول الأرصفة ومداخل المحلات المغلقة إلى ملاجئ مؤقتة تقيهم برد الليل، لكنها لا تحمي كرامتهم ولا صحتهم من المخاطر المحدقة.
في مشاهد مؤلمة تتكرر مع كل موجة برد، يفترش عدد من الأشخاص الأرض، متلحفين بأغطية مهترئة أو قطع قماش، وبجوارهم أكياس بلاستيكية تضم ما تبقى من متعلقاتهم البسيطة. برودة الإسفلت، والرطوبة، وانعدام وسائل التدفئة تجعل لياليهم قاسية، خاصة في ساعات الفجر الأولى حيث يبلغ البرد ذروته.
هذه الظاهرة، التي تعرف تزايدًا ملحوظًا خلال فصل الشتاء، تطرح أكثر من علامة استفهام حول نجاعة التدخلات الاجتماعية والاستعجالية، ومدى توفر مراكز الإيواء وقدرتها على استيعاب الحالات المتزايدة. فرغم الجهود التي تبذلها بعض الجمعيات الخيرية والمبادرات الفردية لتوزيع الأغطية والوجبات الساخنة، تبقى هذه المبادرات غير كافية أمام حجم المعاناة.
المتشردون في سيدي بليوط ليسوا مجرد أرقام أو صور عابرة، بل هم ضحايا هشاشة اجتماعية، وتشرد قسري، وأوضاع نفسية واقتصادية معقدة. وهو ما يستدعي مقاربة شمولية تتجاوز الحلول الظرفية، نحو سياسات إدماج حقيقية، توفر الإيواء اللائق، والرعاية الصحية، والمواكبة الاجتماعية.
ومع استمرار موجات البرد، يظل السؤال مطروحًا بإلحاح: إلى متى سيبقى هؤلاء يواجهون الشتاء في العراء؟ وأين موقع التضامن المؤسساتي إلى جانب المبادرات الإنسانية، لضمان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية في عز قسوة الطقس؟

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    عاجل