الكلمة بريس: وكالات
توفي ما لا يقل عن 41 شخصا في جنوب إفريقيا خلال موسم التأهيل التقليدي الحالي، بسبب مضاعفات مرتبطة بالجروح والإصابات والممارسات غير القانونية الخاصة بطقوس الانتقال إلى سن الرشد، بحسب ما أفادت به معطيات حكومية.
وأعلنت وزارة الحكم التعاوني والشؤون التقليدية في بلاغ اليوم الأربعاء “عن تعزيز وتوسيع الإجراءات الصارمة الهادفة إلى الحد من الوفيات، والإصابات والممارسات غير القانونية خلال موسم التأهيل الحالي، عقب تسجيل وفاة 41 شخصا في الأقاليم المعنية”.
وقامت قوات الأمن بـ 41 اعتقالا مرتبطا بالمخالفات المرتكبة خلال عمليات الختان، كما وقفت السلطات على حالات أقدم فيها الآباء على تزوير أعمار أطفالهم عمدا للسماح للقاصرين منهم بالإعذار.
ولمواجهة هذا الوضع، شددت الوزارة على دعوة المحاكم المحلية في الأقاليم المعنية بهذه الممارسة إلى إيلاء الأولوية للقضايا المتعلقة بحالات الختان، مع إخضاع جميع الجراحين التقليديين إلى تدبير التسجيل الإلزامي. وبالرغم من سن جنوب إفريقيا لتشريعات تهم الختان التقليدي، إلا أن الصحافة المحلية تورد بانتظام حالات وفاة وإصابات خطيرة وبتر بسبب الختان، غالبا ما تقع في مناطق نائية ومعزولة يتعذر معها وصول مصالح الطوارئ.
ويمثل الجفاف أحد الأسباب الرئيسية للوفيات، لاسيما خلال هذه الفترة الصيفية، بسبب اعتقاد راسخ يقضي بحرمان المرشحين لاجتياز طقس الختان من شرب الماء من أجل “تسريع الاستشفاء”.
واعتبر البلاغ أن “شرب الماء بشكل كاف ضروري للشفاء والبقاء على قيد الحياة، خاصة في ظل الظروف الجوية القاسية،” متوعدا بمتابعة “أي ممارسة تقيد الوصول إلى الماء”.
وتشكل طقوس البلوغ في جنوب إفريقيا، ركيزة أساسية للهوية الثقافية، باعتبارها جسرا للانتقال من الطفولة إلى سن الرشد.
وعلى الرغم من أن هذه الممارسات تختلف حسب المجموعات العرقية، إلا أنها تشترك جميعا في الغاية المتمثلة في تشكيل الشخصية، ونقل القيم الأخلاقية، وتلقين المسؤوليات الاجتماعية.
ويتسم هذا الطقس، الذي يخص الشباب عادة في جلستين سنويتين (يونيو ودجنبر)، بانعزال المترشحين في أكواخ مؤقتة في الخلاء، والمرور بعملية الختان، وتعلم العادات التقليدية لعدة أسابيع في “مدارس” غير نظامية مخصصة لهذا الغرض. ووفق معطيات رسمية، سجلت جنوب إفريقيا ما بين 2021 و2024، ما مجموعه 322 حالة وفاة مرتبطة بهذه الممارسة، سيما خلال موسم الصيف الذي يمتد من دجنبر إلى يناير. وفي سنة 2024، توفي ما لا يقل عن 43 شابا خلال هذه الفترة، معظمهم في إقليم الكيب الشرقي.
عذراً التعليقات مغلقة