أعلن المكتب المركزي للأبحاث القضائية عن تفكيك خلية إرهابية تتكون من ثلاثة أشقاء وعضو رابع، كانت تخطط لتنفيذ هجمات تستهدف مقرات أمنية حساسة، وأسواقًا كبرى، ومرافق عمومية تستقطب المواطنين والأجانب. وكشفت التحقيقات أن أفراد الخلية أجروا عمليات مراقبة دقيقة لهذه المواقع، حيث قاموا بتصويرها من زوايا مختلفة، وتحديد منافذ الولوج، ورسم خرائط تقريبية لمسارات الاقتحام، في خطوة تعكس مستوى متقدمًا من التحضير والتخطيط.
كما تبين أن المشتبه فيهم اقتنوا مواد كيميائية ومعدات تلحيم، إضافة إلى سلع ثنائية الاستخدام يمكن توظيفها في تصنيع المتفجرات. ولإخفاء أنشطتهم المشبوهة، حرصوا على تنويع مصادر الشراء من محلات العقاقير المختلفة، بهدف تضليل الأجهزة الأمنية وعدم إثارة الانتباه.
وكشف مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، حبوب الشرقاوي، أن القاسم المشترك بين أفراد الخلية هو محدودية مستواهم التعليمي، حيث لا يتجاوز الأشقاء الثلاثة المرحلة الابتدائية، بينما يحمل العضو الرابع شهادة البكالوريا. كما أن اثنين منهم متزوجان ولهما أبناء، بينما تتشابه أوضاعهم المهنية، حيث يزاولون أعمالا متواضعة باستثناء أحدهم الذي كان عاطلا عن العمل.
وأشار الشرقاوي إلى أن خطورة هذه الخلية لا تكمن فقط في طبيعة العمليات الإرهابية التي كانت تعتزم تنفيذها، بل في الظاهرة المتنامية لاستقطاب أفراد الأسرة الواحدة إلى الفكر المتطرف، حيث استطاع “الأمير المزعوم”، وهو الشقيق الأكبر، تحويل أسرته الصغيرة إلى حاضنة للتطرف، مستغلًا سلطته المعنوية وقدرته على التأثير السلبي على محيطه الاجتماعي القريب.
وأضاف المسؤول الأمني أن هذه الظاهرة تمثل تهديدا جديدا يتجاوز البعد الفردي للتطرف، ليصل إلى تشكيل “عائلات إرهابية” تتبنى الفكر المتطرف جماعيا، مما يشكل تحديًا أمنيا خطيرا يتطلب مزيدا من اليقظة والمراقبة الاستباقية. ويؤكد هذا التطور أهمية تضافر الجهود لمحاربة الفكر المتطرف داخل الأسر، وتعزيز الوعي بخطورة الانجراف نحو العنف والإرهاب الذي يهدد استقرار المجتمع المغربي.
عذراً التعليقات مغلقة