المختلون عقليًا في شوارع الدار البيضاء: خطر صامت يهدد الأمن العام

الكلمة بريس23 أغسطس 2025آخر تحديث :
المختلون عقليًا في شوارع الدار البيضاء: خطر صامت يهدد الأمن العام

الكلمة بريس

تشهد مدينة الدار البيضاء في السنوات الأخيرة انتشارًا لافتًا للمختلين عقليًا في عدد من شوارعها وأحيائها، ما يثير قلق الساكنة ويطرح تساؤلات ملحّة حول غياب التدخلات المناسبة من الجهات المختصة. هؤلاء الأشخاص، الذين يعانون من اضطرابات نفسية حادة، يتجولون في وضعيات مأساوية، وأحيانًا بسلوكيات عدوانية، دون أي احتضان صحي أو رعاية اجتماعية.

في محطات النقل، أمام الأسواق، وبالقرب من المؤسسات التعليمية، يُصادف المواطنون يوميًا حالات لمختلين عقليين قد يتحولون في لحظة إلى مصدر تهديد مباشر، سواء من خلال حمل أدوات حادة، أو الاعتداء اللفظي والجسدي العشوائي. هذا الواقع أصبح مألوفًا، لكن خطورته تتفاقم، خاصة مع تسجيل حالات اعتداء متكررة، وأحيانًا مأساوية.

ويرى متتبعون أن هذه الظاهرة ناتجة عن مجموعة من العوامل، أبرزها نقص مراكز الطب النفسي، غياب نظام إحاطة فعّال بالأشخاص في وضعية هشّة، وكذا ضعف التنسيق بين السلطات المحلية والمؤسسات الصحية. كما أن غياب سياسات وقائية واضحة يجعل الظاهرة تتسع دون أفق للحل.

السلطات تقوم أحيانًا بحملات محدودة لنقل بعض الحالات، لكنها تبقى حلولًا ظرفية لا تواكب عمق المشكل. في حين يبقى الرهان الحقيقي على خلق شبكة تدخل دائم، تشمل التطبيب، التتبع، والإدماج، بالإضافة إلى إشراك المجتمع المدني بشكل فعال.

إن المختلين عقليًا ليسوا مجرمين، بل ضحايا نظام صحي واجتماعي هش، لكن تركهم دون رعاية يشكل تهديدًا مزدوجًا: على حياتهم أولًا، وعلى سلامة المواطنين ثانيًا. الدار البيضاء، كحاضرة كبرى، تحتاج إلى حلول حقيقية تحفظ كرامة الجميع وتعيد للشارع العام أمنه وهدوءه.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    عاجل