الجديدة تستعد لاستقبال “معرض الفرس” في نسخته السادسة عشرة: حين يصبح الخيل تراثًا واقتصادًا وفنًا

الكلمة بريسمنذ 5 ساعاتآخر تحديث :
الجديدة تستعد لاستقبال “معرض الفرس” في نسخته السادسة عشرة: حين يصبح الخيل تراثًا واقتصادًا وفنًا

الكلمة بريس

في مشهد يجمع بين الأصالة والحداثة، تستعد مدينة الجديدة لاحتضان فعاليات الدورة السادسة عشرة لمعرض الفرس، خلال الفترة الممتدة من 30 سبتمبر إلى 5 أكتوبر 2025، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبشعار يحمل دلالة عميقة: “العناية بالخيل، رابطة وصل بين ممارسات الفروسية”.

ليس مجرد معرض، ولا سباقات خيل تقليدية، بل هو حدث وطني ودولييتحول مع كل دورة إلى منصة شاملة تجمع بين الرياضة والتراث والاقتصاد والفن، ليؤكد مكانته كواحد من أهم المواعيد الثقافية والرياضية التي ينتظرها عشاق الفروسية من كل حدب وصوب.

منصة لصون التراث وتطوير القطاع

أكدت جمعية معرض الفرس، في بلاغ رسمي، أن هذه الدورة تأتي لتكرس مكانة المعرض كمرجعية وطنية ودولية في مجال الفروسية، ليس فقط من خلال العروض والمسابقات، بل أيضًا عبر فتح نقاشات جادة حول مستقبل قطاع الخيل في المغرب، من خلال محاور علمية تتعلق بالتربية، الإيواء، الرعاية البيطرية، والاستعمالات الحديثة للخيل، كل ذلك في إطار مسؤول ومستدام.

برنامج رياضي متنوع: من القفز إلى التبوريدة

تتميز الدورة السادسة عشرة ببرنامج رياضي مكثف يشمل:

– الجائزة الكبرى لصاحب الجلالة الملك محمد السادس للقفز على الحواجز التي تجذب نخبة الفرسان العالميين.
– الجائزة الكبرى للتبوريدة، حيث تتنافس أفضل “السربات” من مختلف جهات المملكة في عرض يمزج بين التنظيم العسكري القديم والفن الأمازيغي الأصيل.
– مسابقة جمال الخيول العربية الأصيلة – صنف A (Title Show)، التي تنظم لأول مرة على الصعيد الدولي، إلى جانب مسابقات خاصة بالخيول البربرية والعربية البربرية، تأكيدًا على التنوع الجيني والإرث المحلي.

عروض فروسية عالمية تخطف الأنفاس

على الصعيد الفني، يُنتظر أن يُبهر الجمهور بعروض فروسية استعراضية تقدمها فرق وطنية ودولية، من بينها:

– عروض إسطبل Szilvásvárad الهنغاري، الذي يشتهر بدقة عروضه وجمالية أدائه.
– الفارس الإيطالي بارتولو ميسينا، المعروف بجرأته وابتكاراته.
– الثنائي الفرنسي كيفن فيريرا وجيروم سيفير، الذي يمزج بين السرعة والانسيابية.
– العرض الخاص للثنائي كريستوف وماكس هاستا لويغو، الذي يعتمد على الانسجام التام بين الفارس والخيل، في مزيج من الفن والرياضة.

ولا يغيب عن المشهد الوطني، حيث تشارك مؤسسات مرموقة مثل خيالة الدرك الملكي، خيالة الأمن الوطني، وأكاديمية فنون الفروسية بمراكش، في عروض تعكس الدقة والانضباط والمهارة العالية.

بعد اقتصادي ومهني: نحو شراكات واستثمار

للمرة الأولى، يُخصص المعرض يومًا اقتصاديًا بالشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب (CGEM)، يهدف إلى فتح آفاق الاستثمار في قطاع الخيل، وتشجيع الشراكات بين الفاعلين في السلسلة: من المربيين، إلى صناع المعدات، والتعاونيات، والشركات الناشئة، في خطوة تؤكد على رؤية المعرض كرافعة اقتصادية وليس فقط حدثًا ثقافيًا.

فضاء عائلي وتربوي: الأطفال في قلب الحدث

لم يُغفل المنظمون الجانب التربوي والترفيهي، حيث خُصص فضاء واسع للأطفال يتضمن ورشات تعليمية وعلمية حول عالم الخيل، إضافة إلى أروقة جهوية تعرض تراث الفروسية والصناعات التقليدية المرتبطة بها، في تجربة تفاعلية تقرب الزائر الصغير والكبير من عمق هذا الإرث الثقافي.

إرث يتجدد منذ 2008

منذ انطلاقه سنة 2008، تحت رئاسة الشريف مولاي عبد الله العلوي، لم يتوقف معرض الفرس عند كونه موعدًا سنويًا، بل تحول إلى ظاهرة ثقافية واقتصادية، أسهمت في تطوير قطاع الفروسية بالمغرب، وصون تراثه، وفتحه على العالم، في نموذج ناجح يُحتذى به في الجمع بين الأصالة والحداثة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    عاجل