أبو سفيان الكابوس
في مشهد إنساني مؤثر يعكس روح التضامن الفريدة التي تميز المجتمع المغربي، قامت نسوة من منطقة زناتة بمبادرة نبيلة، حيث حملن قدور الكُسكس وقدمنها لعائلات مكلومة تنتظر استرجاع جثث أبنائها الذين ابتلعهم البحر خلال رحلة مأساوية كانت في إطار نزهة نظمتها إحدى جمعيات حفظ القرآن.
هذا الفعل البسيط في مظهره والعظيم في معناه، جسّد أسمى صور التكافل الشعبي المغربي، إذ لم تقتصر النساء على تقديم الطعام فقط، بل حملن معهن دفء المواساة والتعاطف، محاولات التخفيف من آلام أسر تعيش لحظات عصيبة بين صدمة الفقد وأمل العثور على الأحبة.
وتداولت شهادات من عين المكان أنّ المبادرة لقيت تفاعلاً مؤثراً من العائلات المكلومة، التي رأت في هذا السلوك صورة حية للأخوة الحقيقية التي تتجاوز الحدود الجغرافية والاجتماعية، وتؤكد أنّ المغاربة يقفون جنباً إلى جنب وقت الشدائد.
بهذه المبادرة، أعادت نسوة زناتة التذكير بالقيمة العميقة للتضامن الشعبي المغربي، الذي يظلّ ركيزة أساسية في مواجهة المحن والكوارث، ويجعل من التعاطف والتآزر علامة فارقة في وجدان هذا الشعب
عذراً التعليقات مغلقة