الكلمة بريس
تشارك القوات المسلحة الملكية المغربية في المناورات العسكرية متعددة الجنسيات “نصرت 2025” الجارية حالياً بتركيا، في خطوة تؤكد الحضور الفعّال للمملكة ضمن منظومة الأمن الإقليمي والدولي. هذه المشاركة، التي تأتي بإشراف القوات البحرية التركية وبدعم من دول حليفة، تُعد منصة لتبادل الخبرات في مجالات حيوية مثل إزالة الألغام البحرية، وتأمين الملاحة، وحماية السواحل.
لكن ما يميز الحضور المغربي في هذا التمرين لا يقتصر فقط على البعد العملياتي، بل يمتد إلى مستويات تقنية، إستراتيجية وسياسية. فالمناورات تُمكّن المغرب من اختبار كفاءته في التنسيق البحري متعدد الجنسيات، وإدارة العمليات المشتركة، بما يعزز من قدرات الردع البحري للقوات المسلحة.
كما تعكس هذه المشاركة المكانة المتنامية للرباط في الهندسة الجيوإستراتيجية الجديدة، حيث تتقاطع مصالح حلف الناتو مع توازنات البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود، مما يشكّل اعترافاً ضمنياً بالدور المغربي كفاعل أمني موثوق في محيط مضطرب.
إستراتيجياً، تسمح هذه المناورات للمغرب بتثبيت موقعه داخل شبكات الأمن البحري متعددة الأطراف، وتأكيد انتقاله من مجرد مستفيد من الأمن إلى منتج له، ضمن عقيدة عسكرية وطنية متماسكة تُوازن بين الانفتاح والتعاون من جهة، والاستقلالية والسيادة من جهة أخرى.
أما من الناحية السياسية، فإن هذه المشاركة تحمل دلالة قوية على التوجه المغربي نحو بناء سياسة دفاعية هجينة، تراهن على التعاون الدولي دون تبعية، مما عزز احترام المملكة داخل دوائر القرار العسكري لحلف شمال الأطلسي.
عذراً التعليقات مغلقة