في خطوة رائدة نحو مستقبل أكثر استدامة وأمناً غذائياً، أعلنت مؤسسة التمويل الدولية (IFC) والمكتب الشريف للفوسفاط (OCP) عن إطلاق مشروع ضخم يسعى للتصدي للتحديات المتعلقة بنقص المياه في المغرب وتعزيز الأمن الغذائي في إفريقيا. هذا التعاون يعكس رؤية استشرافية وابتكارية للتغلب على التحديات العالمية الأكثر إلحاحاً، مثل تغير المناخ ونقص الموارد المائية.
وفي بيان مشترك من واشنطن، أكدت المؤسستان توقيع اتفاقية تمويل بقيمة 100 مليون أورو لتمويل مشروع ضخم يستهدف نقل المياه المحلاة من محطات التحلية الواقعة على الساحل الأطلسي، إلى مواقع إنتاج الفوسفاط في خريبكة، عبر خط أنابيب يمتد لـ 219 كيلومتر. ويأتي هذا المشروع كجزء من الجهود المستمرة للمكتب الشريف للفوسفاط لتطوير حلول مبتكرة في مجال إدارة الموارد المائية.
مصطفى التراب، الرئيس المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط، صرح قائلاً: “هذا المشروع ليس فقط استجابة لحاجاتنا الإنتاجية، بل هو أيضًا مبادرة هامة لدعم المجتمعات المحلية وضمان مستقبل آمن مائياً واقتصادياً”. إذ لا يسعى المشروع إلى تلبية احتياجات الفلاحين والأسر فقط، بل يطمح إلى تحويل التحديات إلى فرص للنمو المستدام.
ومن جانبه، أعرب مختار ديوب، المدير العام لمؤسسة التمويل الدولية، عن فخره بهذا التعاون قائلاً: “هذا المشروع يمثل نموذجاً للتعاون الذي يمكن أن يساهم في تحسين حياة الناس وضمان استدامة الموارد الحيوية”. مضيفاً أن المشروع لا يعزز فقط القدرات الصناعية للمكتب الشريف للفوسفاط، بل يقدم حلولاً مستدامة للمجتمعات المحلية المتأثرة بندرة المياه.
يعتبر هذا المشروع بمثابة حجر الزاوية في رؤية المكتب الشريف للفوسفاط للوصول إلى الاكتفاء الذاتي في مجال المياه بحلول عام 2024، وذلك من خلال استثمارات ضخمة تصل إلى 611 مليون دولار. ويتوقع أن يسهم المشروع في تأمين 100% من احتياجات المجموعة من المياه غير التقليدية بحلول عام 2027.
إن هذه المبادرة ليست مجرد استثمار في البنية التحتية، بل هي استثمار في المستقبل. إنها تؤكد على التزام المكتب الشريف للفوسفاط ومؤسسة التمويل الدولية بالابتكار من أجل التنمية المستدامة، وتعكس رؤية المغرب في قيادة الجهود العالمية للتصدي لتغير المناخ وتحقيق الأمن الغذائي.
Sorry Comments are closed