مصير غامض لعشرات المغاربة المعتقلين بأمريكا بعد إيهامهم بالهجرة والاحتيال عليهم في الملايين

الكلمة بريس19 سبتمبر 2024آخر تحديث :
مصير غامض لعشرات المغاربة المعتقلين بأمريكا بعد إيهامهم بالهجرة والاحتيال عليهم في الملايين

أبو سفيان الكابوس

يعيش مجموعة من الشباب المغربي الحالم بالهجرة إلى بلد العم سام رهن الاحتجاز بعدد من المراكز والسجون الأمريكية، بعد أن تعرضوا للنصب والاحتيال من قبل مافيا دولية للاتجار بالبشر، استقطبتهم عبر حساب فيسبوكي يضم مجموعة مغلقة، لا تسمح بولوج أي كان إليه، إلا بعد إدراك رغبته في الهجرة ومن ثمة استقطابه إلى الدردشة على الخاص، تحت وهم الإرشاد قصد إنجاح عملية الهجرة إلى usa وطعم الحصول على وثائق قانونية، مع إبلاغه بأنه ملزم بدفع مبلغ مالي قدره 10 آلاف دولار، أي ما يعادل أو يفوق بقليل 10 ملايين سنتيم.
ويدخل الراغب في الهجرة هذه المغامرة المكلفة ليس فقط بما يدفعه من أموال لاقتناء تذاكر الطائرة والفندق، إضافة إلى مبلغ 10 ألاف دولار التي سيمنحها للمكلف بتهجيره والموجود في المكسيك حسب مزاعم المحتال الذي يتكلف بالاستقطاب.
ويتم تحديد مسار للراغب في الهجرة، بتوجيهه أولا لحجز تذكرة طائرة إلى البرازيل، ومنها يعبر حدود فينزويلا للوصول إلى المكسيك، وبعدها يتصل بشخص هناك يتكلف بإدخاله إلى أمريكا دون عناء، كما يؤكد له أن العملية ناجحة وتتطلب تسليم هذا الوسيط المبلغ المالي المحدد في 10 آلاف دولار.
وبمجرد سقوط الضحية في الفخ، ينطلق في رحلته إلى أن يصل إلى المكسيك، ويلتقي الشخص الذي سيتكلف بإدخاله إلى أمريكا، إذ بعد تسلم المبلغ، يضعه أمام حلين، إما أنه سيلج دون عناء، وفي حالة أوقف من قبل شرطة الحدود، يملي عليه الوصفة التي ستساعده في ولوج أمريكا، إذ يلقنه أجوبة عن أسباب رغبته في دخول أمريكا، ويخيره بين أمرين إما الادعاء بأنه مثلي الجنس، وأنه مضطهد بسبب ذلك في بلده، أو أنه اعتنق الديانة المسيحية ويواجه متاعب الاعتقال بسبب تغيير دينه الأصلي. ويوهمه أن العديد من أبناء بلده نجحوا في الولوج بهذه الطريقة وهم الآن يعيشون في أمريكا ويعملون بها.
ويقع المستدرجون إلى هذه المسارات غير الشرعية للهجرة، أنفسهم أمام شرطة الحدود التي لا تقتنع بأجوبتهم لتحيلهم على مركز للرعاية قبل نقلهم إلى أحد السجون، ويظلون هناك لأزيد من سنتين في انتظار قبول طلب اللجوء، الذي غالبا ما يتم رفضه ليواجه المهاجر غير الشرعي مصيره بترحيله إلى بلده، بعد أن ضاعت أمواله وأزيد من سنتين من سلب حريته.
وحسب مصادر جريدة “الكلمة بريس” فإن أزيد من 75 مغربيا يوجدون في سجن بكولورادو، بينما آخرون وزعوا على سجون أخرى. ولا يعلم أحد عدد من سقطوا في هذه المصيدة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    عاجل