أبو سفيان الكابوس
يشهد شارع الزرقطوني والأحياء المجاورة في مدينة الدار البيضاء ظاهرة مقلقة تتمثل في انتشار مقاهي الشيشة بشكل متزايد، مما يثير استياء الساكنة ويثير تساؤلات حول غياب الرقابة وتطبيق القانون.
هذه المقاهي التي تعمل غالبا دون تراخيص قانونية، تحولت إلى مصدر إزعاج وتهديد حقيقي للصحة العامة. ساعات العمل الطويلة التي تمتد حتى الساعات الأولى من الصباح، والضجيج الذي يتخلل الأحياء السكنية، فضلا عن الروائح الكريهة المنبعثة، كلها أمور جعلت السكان في مواجهة يومية مع فقدان الراحة.
إن مقاهي الشيشة بالبيضاء أصبحت أماكن خصبة لنقل الأمراض المعدية، حيث تتجمع أعداد كبيرة من الزبائن في فضاءات مغلقة، يتم فيها تداول أنابيب الشيشة بين المستخدمين. الدراسات الطبية تحذر من أن تدخين الشيشة يعرض الأفراد لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والبكتيريا المعدية، خاصة مع عودة بعض الأمراض الموسمية التي تزيد من مخاطر هذه التجمعات.
سكان الأحياء المتضررة، وخصوصا شارع الزرقطوني، يعانون من الإزعاج المستمر الناتج عن هذه الأنشطة غير القانونية. ورغم تقديم العديد من الشكايات للسلطات المحلية، إلا أن الوضع لا يزال على حاله، وسط تزايد شعور السكان بالإحباط نتيجة عدم الاستجابة الفعالة لشكاواهم.
غياب الرقابة الكافية وترك هذه الأنشطة تنتشر بشكل عشوائي يطرح تساؤلات حول جدية الجهات المعنية في التصدي لهذه الظاهرة، بحيث أن مقاهي الشيشة التي تفتقر إلى أدنى الشروط الصحية والقانونية تهدد ليس فقط صحة الزبائن، بل الراحة العامة أيضا، مما يجعل الأمر يتطلب تدخلا عاجلا.
المطلوب اليوم هو تدخل حازم من قبل السلطات المحلية لتنظيم هذه الأنشطة ووضع حد للعشوائية التي تشوبها. يجب تطبيق القانون بحزم وإغلاق المقاهي غير المرخصة، بالإضافة إلى إطلاق حملات توعية بمخاطر الشيشة وآثارها السلبية على الصحة العامة.
إن انتشار مقاهي الشيشة في قلب الأحياء السكنية يُعتبر تحديا يحتاج إلى إرادة جماعية لحله، فالراحة والصحة العامة حق أساسي للسكان، ولا يمكن التضحية بهما لصالح أنشطة تجارية تضر أكثر مما تنفع.
عذراً التعليقات مغلقة