أبوسفيان الكابوس
في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق، تعيش السجون المغربية حالة من الاختناق الإنساني والصحي بسبب الاكتظاظ المزمن وموجة الحر القائظة التي تجتاح البلاد.
تجاوزت بعض المؤسسات السجنية طاقتها الاستيعابية بأكثر من 200٪، ما جعل الظروف المعيشية للمعتقلين أشبه بالجحيم اليومي. فالمساحات الضيقة والتهوية الضعيفة، إلى جانب غياب وسائل الحماية من الحرارة المرتفعة، فاقمت معاناة آلاف السجناء.
وفي تصريحات متطابقة، حذّر عدد من الفاعلين الحقوقيين من “قنبلة اجتماعية وصحية موقوتة” داخل السجون، حيث ترتفع حالات الإغماء وضربات الشمس، وسط نقص فادح في الرعاية الطبية وظروف النظافة.
كما أشار تقرير حديث إلى أن الزنازين تُحشر فيها أعداد كبيرة من المعتقلين في غياب التكييف أو التهوية السليمة، مما يحولها إلى أفران مغلقة في عز الصيف.
المندوبية العامة لإدارة السجون أكدت في بلاغات سابقة أنها تبذل جهوداً لتحسين ظروف الاعتقال، لكنها اصطدمت بواقع مرير فرضته البنية التحتية القديمة وتزايد عدد السجناء بوتيرة أسرع من قدرة الإصلاحات على الاستجابة.
في ظل هذا الوضع، تُطرح أسئلة ملحّة حول مدى احترام كرامة الإنسان داخل المؤسسات السجنية، وضرورة التعجيل بإصلاح شامل يأخذ بعين الاعتبار الجانب الإنساني، خصوصاً في فترات الكوارث المناخية.
العدالة ليست فقط إصدار الأحكام، بل أيضاً ضمان أن لا يُحكم على السجين بالموت البطيء داخل الزنزانة.
عذراً التعليقات مغلقة