أبو سفيان الكابوس
أثار الإعلان الرمزي عن استقلال منطقة القبائل من طرف حركة “الماك” في باريس ردود فعل متوقعة من السلطة الجزائرية وإعلامها، تمثلت في خطاب التخوين واتهامات “المؤامرة الخارجية” وتغليب المقاربة الأمنية، في تجاهلٍ واضح لجوهر القضية.
فالماك، سواء اتُّفِق أو اختُلِف معه، لم ينشأ من فراغ، بل هو نتيجة تصدّعات سياسية وهوياتية عميقة ترفض الدولة الجزائرية الاعتراف بها. وبدل فتح نقاش مسؤول حول هذه الإشكالية الداخلية، تُفضّل السلطات تجريم كل صوت مخالف وتحويل قضية سياسية إلى تهديد مزعوم للوحدة الوطنية.
الأخطر من ذلك، أن جزءاً واسعاً من الصحافة الجزائرية انخرط في ترديد الخطاب الرسمي، متخلياً عن دوره النقدي، ومُسهِماً في خنق التعددية وتغييب النقاش العمومي، في وقت يحتاج فيه الرأي العام إلى قراءة متوازنة وشفافة للوقائع.
والمفارقة الصارخة أن الجزائر، التي ترفع في المحافل الدولية شعار “حق الشعوب في تقرير مصيرها”، ترفض بشكل قاطع تطبيق هذا المبدأ حين يتعلق الأمر بمواطنيها داخل حدودها.
إن إنكار الأزمات الداخلية لا يحلّها، بل يؤجل انفجارها. فالسكوت المفروض لا يصنع وحدة حقيقية، بل يُنتج هشاشة سياسية مؤجلة.























































عذراً التعليقات مغلقة