في خطوة تعكس عمق العلاقات المغربية الإسبانية وتضامن المغرب مع جيرانه في الأوقات العصيبة، أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية قبول المساعدات التي عرضها المغرب تنفيذاً للتعليمات السامية للملك محمد السادس. جاء ذلك بعد الفيضانات الكارثية التي اجتاحت عدة مناطق بإسبانيا نهاية شهر أكتوبر الماضي، متسببة في خسائر بشرية ومادية جسيمة.
جهود مغربية بارزة
أوضحت وزارة الداخلية الإسبانية، في بيان صدر يوم الثلاثاء 12 نوفمبر 2024، أن المغرب أرسل فريقاً مكوناً من 70 رجل إنقاذ مدربين و24 شاحنة مجهزة خصيصاً لعمليات الإنقاذ وإزالة مخلفات الكارثة. وأشارت إلى أن “عرض المساعدة المغربي كان من أوائل العروض التي وصلت بعد فيضانات 29 أكتوبر”، مما يعكس جاهزية المغرب واستعداده لدعم إسبانيا في مواجهة هذه المحنة.
دعم دولي شامل
بالإضافة إلى المغرب، قبلت إسبانيا عروض مساعدة من فرنسا والبرتغال، حيث تعمل هذه الدول معاً لتقديم الدعم اللازم للمناطق المتضررة في الجنوب الشرقي للبلاد، لاسيما في منطقة فالنسيا. وتشمل الجهود المشتركة عمليات إخلاء السكان، انتشال الجثث، ونقل الطين والنفايات التي خلفتها السيول.
توجيهات ملكية سامية
جاءت هذه المبادرة الإنسانية بعد تعليمات ملكية سامية من الملك محمد السادس، الذي وجه وزير الداخلية المغربي عبد الوافي لفتيت لإجراء اتصال مباشر مع نظيره الإسباني. خلال هذا الاتصال، أكد الوزير استعداد المغرب لإرسال فرق إغاثة وتقديم كافة أشكال الدعم الضرورية للتخفيف من تداعيات الكارثة الطبيعية.
حصيلة مأساوية وتاريخية
تشير آخر الإحصاءات الرسمية إلى أن حصيلة ضحايا الفيضانات تجاوزت 200 قتيل، في حين لا يزال عشرات الأشخاص في عداد المفقودين. وصفت السلطات الإسبانية هذه السيول بأنها “الأعنف في التاريخ الحديث للبلاد”، معتبرة إياها ثاني أكبر كارثة فيضانات فتكا في أوروبا خلال القرن الحالي.
تعكس هذه الجهود التضامنية المغربية قيم الإنسانية وحسن الجوار، مؤكدةً حرص المغرب الدائم على دعم أصدقائه وشركائه في الأوقات الحرجة.
Sorry Comments are closed