الكلمة بريس
يحل علينا شهر رمضان كل عام محمّلا بروحانيته الخاصة، التي تبعث في النفوس سكينة وطمأنينة، وتعيد ترتيب أولويات الحياة في قلوب الناس، إنه شهر ليس كغيره من الشهور، فهو موسم للتصالح، فرصة لمراجعة الذات، ومناسبة لإحياء قيم التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع.
يأتي رمضان ليذكرنا بأهمية التسامح، سواء مع أنفسنا أو مع من حولنا، إنه وقت نعيد فيه النظر في علاقاتنا، نصلح ما انقطع من أواصر الود، ونزيل ما ران على القلوب من خلافات وسوء فهم، ففي هذا الشهر، تتجلى معاني العفو والصفح، ويتجدد الأمل في أن يكون الغد أفضل، لأن الإنسان لا يكتمل إيمانه إلا إذا تحلّى بروح السماحة ونبذ الضغائن.
ولا تكتمل روحانية رمضان دون أن تمتد أيادي الخير إلى من يحتاجها، إنه شهر تشحذ فيه النفوس بالكرم، ويتسابق فيه الناس إلى إطعام الفقراء، وتقديم يد العون للمعوزين، هي كلها مظاهر تعكس قيم التكافل التي يجب ألا تقتصر على رمضان وحده، بل ينبغي أن تكون أسلوب حياة.
إن أعظم ما في هذا الشهر الفضيل أنه يمنحنا الفرصة لنكون أفضل، أن نتصالح مع ذواتنا، أن نتخلص من العادات السيئة، أن نكون أكثر عطاء ورحمةً. فليكن رمضان بداية جديدة نؤسس فيها لحياة أكثر تسامحا وتضامنا، حيث يتقاسم الجميع لقمة العيش بمحبة، ويمدّون أيديهم لبعضهم البعض دون انتظار مقابل.
رمضان مبارك عليكم جميعًا، وأعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات.
عذراً التعليقات مغلقة