أو سفيان الكابوس
مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، تبدو حصيلة الأحزاب السياسية المغربية متباينة، بل ومقلقة في بعض جوانبها. فرغم وجود أكثر من ثلاثين حزبًا في الساحة السياسية، يظل المشهد محتكرًا من طرف عدد محدود من الأحزاب الكبرى، بينما تعجز أغلب التنظيمات عن الحضور الفعلي خارج الفترات الانتخابية.
الأحزاب المشاركة في الحكومة تسوّق حصيلتها الاقتصادية والاجتماعية في ظل ظرفية دولية صعبة، وتؤكد مساهمتها في الحفاظ على الاستقرار وإنجاز بعض المشاريع والإصلاحات القطاعية. غير أن هذا الخطاب الرسمي يصطدم بواقع اجتماعي يتسم بغلاء المعيشة، وارتفاع بطالة الشباب، واتساع الشعور بالتهميش في عدد من المناطق.
في المقابل، يهيمن الخطاب النقدي على أحزاب المعارضة، لكنه غالبًا ما يُنظر إليه على أنه يفتقر إلى المصداقية، بسبب غياب بدائل واضحة وبرامج عملية قادرة على استقطاب المواطنين. كما تعاني عدة أحزاب من ضعف تجديد النخب، وهشاشة التأطير المحلي، وتزايد القطيعة مع انشغالات المواطنين اليومية.
هذا الوضع يساهم في تعميق أزمة الثقة في العمل الحزبي، خاصة لدى فئة الشباب، التي أصبحت أكثر ميلاً للعزوف عن المشاركة السياسية أو الانسحاب من الشأن العام. ويبقى التحدي الأكبر أمام مختلف الأحزاب هو استعادة المصداقية، عبر ترسيخ الشفافية، وتجديد الوجوه، والعودة إلى العمل الميداني الحقيقي.
في المحصلة، تكشف حصيلة الأحزاب السياسية بالمغرب عن حاجة ملحّة إلى الانتقال من كثرة الخطابات إلى قوة الأفعال، في بلد تتسارع فيه انتظارات المجتمع بوتيرة أسرع من تطور الممارسات السياسية.






















































عذراً التعليقات مغلقة