مشرط الجدية لاستئصال أورام التفاهة

الكلمة بريسمنذ ساعتينآخر تحديث :
مشرط الجدية لاستئصال أورام التفاهة

بقلم/ محمد أوزين

إدانة الفساد من قبة البرلمان تخرج التافه ذو السوابق من جحره ليكشف عن معدنه وحقيقة أساليبه ومستواه المنحط وخطه التحريري العفن وكيف يتوسل الريع عبر التهديد والمراوغة والابتزاز. هي أساليب دمر بها حياة الكثير، وأرعب بها العديد، وأجهز على مستقبل أشخاص أكيد.

سبق وأن نبهتك إلى أنك لا تمتلك محبرة الصحفي المتمكن، وأشكرك أنك خرجت لتثبت ذلك. حشو وإطناب وركاكة. لو كان عندي وقت أكثر من 5 دقائق التي أخص بها تصويب شطحاتك، لصححت خربشاتك التي تفتقد لأبجديات التماسك والاتساق اللغوي، يا صاحب أكبر مقاولة في “الاعلام”.
أكيد، لو كنت أدرس لكنت أسوأ طلابي في الجامعة.

على ذكر الجامعة، كان الأستاذ سي محمد جسوس رحمه الله، الذي كنت من طلبته، سباقا إلى دق ناقوس الخطر والتنبيه الاستباقي إلى ظهور كائنات تسعى إلى خلق جيل من الضباع.

رحل الدكتور سي محمد جسوس إلى دار البقاء، لكن تحققت “نبوءته” ولو بعد حين.

كاتب هذه السطور يعشق التهام الكتب، تليدها وجديدها، وله في غوص غور التراث حكايات وعشق، خاصة “كليلة ودمنة” لعبد الله بن المقفع، الذي فتح عيوننا والعقول على عالم الحيوانات، التي هي من خلق الله، ولله في خلقه شؤون.

أتصور في هذه اللحظة علاقة بعض هذه الكائنات مع النظافة. ينظفها السائس بالماء والصابون، لكنها سرعان ما تهرع إلى التمرغ في تراب الحظيرة أو في المستنقعات العفنة.

هو حال طينة من البشر، التي لا يجد أصحابها راحتهم إلا في الخوض في الماء العكر، لأنهم يقتاتون على كل ما هو عفن ونتن، ويتمنون أن يصبح سائر الخلق على شاكلتهم. كيف ذلك؟

للنجاح في هذا المسعى المذموم، كان عليهم التخلص من أدميتهم ومن كل ما يمت للأخلاق بأدنى صلة.

قال أحد المستشرقين: “إذا أردت أن تهدم حضارة أمة، فهناك وسائل ثلاث هي: هدم الأسرة، هدم التعليم، إسقاط القدوات والمرجعيات”.

أكيد أن بعض من اقتحموا عالم الصحافة والعالم الرقمي عنوة، استلهمواأسلوبهم في التواصل من المحاذير الثلاثة التي نبه إليها المستشرق.

هدموا الكيان الأسرة، حين اقتحموا ب”ببونجاتهم” وهواتفهم النقالة حرمة البيوت، ناشرين غسيل الأزواج أمام العموم، متسببين بذلك في تشريد أسر وفي بعض الأحيان ارتكاب جرائم، وجر المغفلات والمغفلين إلى غياهب السجون.

هدموا التعليم، حين أوحوا للنشء الصاعد بأن دخول عالم التفاهة و”البوز” ونشر المحتويات المشجعة على الانحراف الأخلاقي سيمكنهم من “الشهرة” ومن أموال “الأدسنس”، وبالتالي ليسوا في حاجة إلى التعليم.

أسقطوا القدوات، حين صوروا الانحرافات السلوكية والجنسية تميزا وإنجازا، وإظهار مؤخرات النساء في “الروتين اليومي” شجاعة وجرأة.

ولأن الجهات المسؤولة تحركت مشكورة من أجل إحداث قطيعة نهائية مع هذا العبث غير المسبوق، حفاظا على الأخلاق العامة وصونا لصورة البلد، أحس ممتهنو التفاهة بأن سوقهم على وشك البوار التام، فسعوا إلى اقتحام عالم السياسة النبيلة، الذي يعتبر القلعة المتينة الحريصة على القيم الفضلى وعلى التماسك المجتمعي وعلى الثوابت الوطنية، التي تعتبر مصدر قوة المغرب.

ولكونهم كانوا ولا يزالون ضد الإعلام الوطني الهادف، الذي قام بأدوار طلائعية في تعزيز المسار الديمقراطي وفي الدفاع عن المصالح الوطنية الحقيقية وفي تنوير الرأي العام، فإنهم، ومن خلال أساليب ملتوية، وبتواطؤ مع الحكومة، يسعون إلى الهيمنة على مؤسسة التنظيم الذاتي للصحافيات والصحافيين (المجلس الوطني للصحافة)، مستعملين المال الوسخ الذي راكموه بالابتزاز والريع، من أجل دق آخر مسمار في نعش السلطة الرابعة ببلادنا.

ولأنهم يتحركون وفق أجندة مبنية على ترهيب الجميع، ساسة وصحافيين وجمعيات حقوقية ومدنية، فقد انزعجوا من قيام السياسي بدوره الوطني في الجهر بالحقيقة والتنبيه إلى مخاطر الانزلاق في منحدر الميوعة والتفاهة والإسفاف.

إنهم يتساءلون بعد أن حرمتهم جرأة محمد أوزين، وغيره من الضمائر الحية في هذا البلاد، من النوم، فلما عيلت حيلهم ومناوراتهم، انبروا للتهجم على شخص أوزين وعلى حرمة أقربائه، في محاولة للتأثير عليه وثنيه عن مواصلة قول الحقيقة كما هي. إنهم يتساءلون: “أين الخلاص بعد أن تم كشف حقيقتنا بين الخلق؟”.

لقد أنهكهم خطاب الجدية الذي دعا جلالة الملك محمد السادس حفظه الله إلى اعتمادها، وها هم يحاولون جر النقاش إلى القاع والحضيض، لكن هيهات هيهات لهم ذلك، لأن محمد أوزين ومن يتقاسمون معه الغيرة على الوطن، تعودوا على العيش في قمم الجبال التي ولدوا فيها وترعرعوا واكتسبوا منها سجايا الهمة والشموخ، سيرا على نهج الأسلاف الذي ضحوا بكل غال ونفيس من أجل استقلال وعزة المغرب الذي نعشقه إلى درجة الصوفية.

أصدق المغاربة القول، أنني ترددت في تدبيج هذا البوح، لأنني منشغل كما الشرفاء في هذا الوطن بمأساة أسفي والحوز، والتي تناساها أصحاب مواقع التفاهة والابتزاز وركزوا على “كراطة الفيفا”.

اليوم أكررها، أنا جد فخور ومعتز ب”الكراطة”، وسأستعيرها من “الفيفا” لكي أواصل تنظيف فضائنا الجميل من كل أشكال البشاعة المفسدة للذوق العام.

السجال مستمر …والنصر للحقيقة وللوطن.

الأمين العام لحزب الحركة الشعبية

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    عاجل