قهوة الصباح مع أبو سفيان : من لا يشكر الله لا يشكر الناس.. ثقافة الامتنان وأثرها في الحياة

الكلمة بريسمنذ ساعتينآخر تحديث :
قهوة الصباح مع أبو سفيان : من لا يشكر الله لا يشكر الناس.. ثقافة الامتنان وأثرها في الحياة

الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمه التي لا تعد ولا تحصى، وأمرنا بشكره فقال: “لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ” (إبراهيم: 7). فالشكر خلق عظيم، لا يقتصر على العبادات، بل يمتد ليشمل تعاملاتنا اليومية مع الناس، إذ إن من لا يشكر الله لا يشكر الناس، ومن لا يعترف بفضل الخالق لن يعترف بفضل المخلوق.

الشكر من القيم التي دعا إليها الإسلام، وجعلها من أسباب زيادة النعم واستمرارها، فحينما نشكر الله على عطاياه، نشعر بالرضا والطمأنينة، كما أن شكر الناس على معروفهم يعزز روح الأخوة والتعاون في المجتمع، وقد قال النبي ﷺ: “لا يشكر الله من لا يشكر الناس” (رواه أحمد وأبو داود)، ليؤكد أن الشكر واجب ديني وأخلاقي لا ينفصل عن الإيمان الحقيقي.

الشكر ليس مجرد كلمات تقال، بل هو اعتراف بالفضل وإحساس بالامتنان تجاه من قدم لنا معروفا، عندما نشكر من أحسن إلينا، فإننا نشجعه على مواصلة الخير، ونبث في المجتمع روح المحبة والتقدير، كما أن الشكر يعكس نبل الأخلاق ورقيّ التعامل، ويبعد الإنسان عن صفات الجحود والنكران.

في زمن باتت فيه المصالح تطغى على العلاقات الإنسانية، أصبح الشكر عملة نادرة، رغم أنه مفتاح السعادة والتقدير، فالشخص الذي يعتاد على الشكر، سواء لله أو للناس، يكون أكثر إيجابية وتفاؤلا، ويحظى بمحبة من حوله، لأن الامتنان يزرع في القلوب الخير ويزيد الألفة بين الناس.

الحمد لله أولا وآخرا، فهو الذي منحنا الصحة والعافية والأهل والأحبة. وشكر الناس لا يقل أهمية، فالكلمة الطيبة، والاعتراف بالجميل، ولو بكلمة “شكرا”، قد تصنع فرقا كبيرا في حياة الآخرين، فلنكن ممن يقدرون الخير، ويشكرون المعروف، ونرسخ ثقافة الامتنان في حياتنا، لأنها دليل على حسن الخلق وسمو النفس.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    عاجل