الكلمة بريس
تأتي ليلة القدر كل عام في العشر الأواخر من شهر رمضان، فتكون منحة ربانية عظيمة تحمل بين طياتها البركة والمغفرة والرحمة، وقد فضّلها الله سبحانه وتعالى على سائر الليالي، فجعلها خيرا من ألف شهر، أي ما يعادل أكثر من ثلاثة وثمانين عامًا من العبادة والطاعة، إنها ليلة تتجلى فيها رحمة الله على عباده، وتتنزل فيها الملائكة بإذن ربها لتملأ الأرض سلاما وأمانا.
إن أعظم ما يميز ليلة القدر هو نزول القرآن الكريم فيها، كما قال تعالى: “إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ”، فكانت بداية الرسالة السماوية التي أضاءت دروب البشرية وهدمت الظلم والجهل، كما أن الله يضاعف فيها الأجر، ويغفر فيها الذنوب، ويستجيب فيها الدعاء، ويعتق فيها الرقاب من النار.
إن ليلة القدر ليست مجرد ليلة ننتظرها لنحتفل بها أو نصلي فيها وحسب، بل هي فرصة ذهبية لمن أراد أن يبدأ صفحة جديدة مع الله، فالإنسان العاقل من يدرك أن العمر قصير، وأن هذه الليلة قد تكون نقطة تحول حقيقية في حياته، فيكثر فيها من الدعاء والاستغفار والتقرب إلى الله بالقيام والقرآن.
ليلة القدر ليست مجرد ليلة فضيلة نترقبها، بل هي دعوة للرجوع إلى الله بقلوب خاشعة، وفرصة لمن أثقلته الذنوب ليبدأ من جديد، فلنحسن استقبالها، ولنجعلها بداية لصلاح دائم وليس لحظيًّا، ولنتذكر أن الله ينظر إلى قلوبنا قبل أعمالنا.
نسأل الله أن يرزقنا فضلها، وأن يجعلنا من المقبولين فيها، وأن يكتب لنا نصيبا من نورها وبركتها.
عذراً التعليقات مغلقة