نظرة في الهامش: الفيلم الأمازيغي بين الإخلاص للمعجم الأمازيغي وخيانته، فيلم ( أكالينو إدامن إينو ((ئدامنينو)) نموذجا.

الكلمة1 سبتمبر 2023Last Update :
 نظرة في الهامش: الفيلم الأمازيغي بين الإخلاص للمعجم الأمازيغي وخيانته، فيلم ( أكالينو إدامن إينو ((ئدامنينو)) نموذجا.
لحسن وحي

ألو!. أيمكن أن تكتب مقالا نقديا عن عملنا الفني” أكالينو إدامن إينو “؟ هذا طبعا، إذا رأيت في الفيلم من الجدة ما يجعله جديرا بالنقد والتمحيص. وما يجود أعمالنا القادمة – باعتبارنا هواة لهذا الفن-  وما يجعلها – أفلامنا – قابلة لأن تسمى أفلاما محترفة مستقبلا.

أتسألني إن كنت قادرا على فعل ذلك، هذا أمر مشكوك فيه، أم إذا كنتُ قابلا بالمهمة النقدية؟ سيشكل سؤالك طلبا أو دعوة إلى إعادة النظر في ما جاء به (فيلمكم) على وجه الخصوص، وما تجود به السينما الأمازيغية عموما (سينما الهواة/ المحترفين).

طاب لي في البدء أن أستعير حكمة من حكيم الفلاسفة والتي تقول: إني رأيت أنه لا يكتب أحد كتابا في يومه إلا قال في غده: لو غُير هذا لكان أحسن، ولو زيد هذا لكان يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل، ولو ترك هذا لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، هو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر. انتهى القول. وكذلك أي عمل فني أين كان نوعه، فهو خاضع بالأساس لمبدأ النقص، ما يجعله عرضة للنقد والتدقيق، للفحص والتنقيح والمراجعة.

«ما يؤخذ عن هذا (الفيلم: أكالينو إدامن إينو)، بغض النظر عن احترامه لمعايير وقواعد إنتاج الأفلام أو لا، ينطبق عموما عن بعض الأفلام سواء التي تعرض في الشاشات الكبرى وأصحابها من مشاهر الشاشة الأمازيغية أو التي تبقى حبيسة  الافتراض أصحابها في طي الهامش. “»

في اعتقادي إن العمل الفني في أي لون كان: سينما، مسرح، تشكيل… هو بالضرورة يحترم ضوابط وشروط، قواعد وقوانين، معايير ومقاييس. لكن قبل هذا كله، فأنا لست ناقدا سينمائيا ولا حتى تقنيا متخصصا في التقنية السينمائية، بل إن كل ما في الأمر أني من هواة هذا المجال، مجال الكتابة السينمائية، أقصد السيناريو. بالتالي؛ فلن أستفيض في حديثي عن المسائل التالية: عنوان الفيلم وعلاقته بمضمونه، طريقة تصوير اللقطات وزوايا التصوير، معدل الإطار والمدة الزمنية، نوعية الكاميرا التي تم تصويره بها، هندسة الصوت، الديكور، الإضاءة، المونتير- المونتاج، المكساج، إتقان الأدوار وتوزيعها. إلى غيرها من المسائل التي هي ملازمة لأي عمل فني.

لذا سأركز في هذا المسمى نقدا على عدة جوانب، تنصب كلها في اللغة المستعملة (المفردات)، أولا على الجانب المعجمي، بحيث يجد المشاهد لهذا الفيلم جملة من الكلمات أو الألفاظ، أو سموها كما تشاؤون، بعيدا كل البعد عن المعجم الأمازيغي القديم وربما حتى الحديث أيضًا، ما يجعله أيضا موضوع استغراب، ففي مقاطع عدة، نجد أخطاء من هذا القبيل:

–  (كي ” ايتصدارنتغسيت س ميريكان) ويبدو لي أنه من الأجدر القول بدل ” ايتصدارن (صدر) ” ” أيتازن/ أيسفيضن/ أيسوفغن“….

– عوض ” سربي ( أسرع) ” نقول ” حرش، أيوى، سدرف/ نزغ… “

– تارة ” السلام عليكم ” وتارة أخرى” أزول”/ انتقال غير عادي وغير سليم من موضوع تقسيم الأرض إلى الانتخابات؟

–  لا نقول ” الصالة (الصالون) ” في الأمازيغية بل ” تمصريت/ أمصريي…” –

– ” تيمزݣيدا ”  عوض” الجامع (المسجد)”

–  ” إكران (باللهجة العامية/الدارجة ” جنان”) ” كان يستحسن أن نعوضها ب: ” ؤرثي/ ؤرثان

– لا نقول ” أشواف (الساحر/المشعوذ) “بل” بويسكّيرن/ أعزَّام/ إحرݣي/ إمحركي…”

–  ” طمنتاعش ارݣ (ثمانية عشر) ” الأجدر أن نقول ” تام دمراو “.

–  أفساي وس” خمس” نقول ”  أفساي وس سموس“…

– لا نقول ” مرحبا” بل برك/ أنسوف/ إسون… .

– ” الباب” نقول باللغة الأمازيغية ” تيفلوت/ توݣورت / توار…”

– ” إنغميسن إيماينوتن ” عوض ” الخبار ن الجديد”.

–  ” تيفاوت/ زيك/ تانزايت/تايكي/توفوت/ عوض “الصباح”…

وبناء على هذا، إن المسألة تزداد خطورة حينما نجد مثل هذه الأخطاء المعجمية في أفلام ومسلسلات تدعي الاحتراف وتُعرض بشكل يومي في الشاشات الأمازيغية على قلتها. بالتالي إن المرء المقدم على هذه المسؤولية يجب أن يكون ذا باع طويل في اللغة الأمازيغية، اللغة التي تحترم، بالضرورة، لمجال تداولها: جغرافيا وذهنيا ووجدانيا، كما يستحسن كثيرا أن يضبط أسماء الأشياء والأعداد/ الأرقام والكلمات/المفردات الأمازيغية المتداولة ليس في حدود منطقته وحدها كما نجد في الأفلام الأمازيغية السوسية.

بيد أن هذا التسرب اللفظي من لدن السيناريست الهاوي (أيوب أمعلي) لا يقلل من موهبته ولا من قيمة (الفيلم)، فلو قدر لي أن أكون طرفا من أطراف خلية الكتابة، لقلت نفس الكلام. وكملاحظة أخيرة تتعلق بشيء لن أسميه ظاهرة، وإنما شيء من الارتباك رافق الممثلين منذ الوهلة الأولى للفيلم، إذ يلاحظ المشاهد أن هناك نوع من نقمة النسيان متعلقة بحفظ أسماء الممثلين (الهواة) فيما بينهم، وكأني بهم عند نطق أحدهم اسم الآخر يستغرق وقتا من السهو ليتذكر اسمه، مرد هذا بالنسبة لي راجع بالأساس إلى عدم الاطلاع الجيد للممثلين على السيناريو وتكراره كممارسة، بالإضافة إلى إثخان واقتباس بعض العبارات ( وتوى (تايتي)) الواردة في أفلام أخرى تعرض على قناة أمازيغية. ما يكشف عن شروخ في تأدية الحوار، ولن نقول ضعف السيناريو وإنما نقص يمكن معالجته وتجاوزه. إذن الحرص كل الحرص على هاته المسألة، لأن البذرة الأولى لأي فيلم سواء أنتجه المحترفون أو الهواة تكمن في جودة وجدية السيناريو ومدى صلاحية الحوار والمكان الذي يتم فيه.

وبغض النظر عن مشاهدات لا بأس بها، التي حصدها الفيلم على منصة اليوتوب أو على الفايسبوك، يبقى محاولة تبتغي الجدة وتحمل معها هما فنيا وإنسانيا مادام أصحابها ينشدون تطوير من ملكاتهم عن طريق النقد البناء. وكما عهدناه من أبناء تاغبالت خاصة، أبناء الجنوب الشرقي عامة، إبداع في إبداع، تألق واستمرارية.

هذا نصف جواب عن سؤال، واستجابة غير مكتملة لطلب .. مع متمنياتي لمجموعتكم ” إثران للفن المسرحي والسينمائي – أيت مناد – زاكورة”، كل التوفيق في الأعمال القادمة.

المصادر والمراجع المعتمدة:

سفيق، محمد. المعجم العربي الأمازيغي، ج، 1،2،3. ط(ب.ط). الرباط: أكاديمية المملكة المغربية سلسلة معاجم، مطبعة المعارف الجديدة، 2000.
المسافير، فاطمة الزهراء. المعجم العربي الأمازيغي.
، قاموس عربي أمازيغي.
أساسيات التصوير التلفزيوني والسينمائي ( التصوير الضوئي)، المملكة العربية السعودية المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني.

الروابط الإلكترونية:

https://youtu.be/ZmG3qjAdoSA?si=J86HQY3zjROcfTU5
Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

عاجل