بقلم : أبو سفيان الكابوس
أصبحت ظاهرة الابتزاز الإلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا سيما فيسبوك، واحدة من أخطر التحديات التي تواجه المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة، من خلال استغلال الصور والمعلومات الشخصية، تعمل مجموعات منظمة على نشر محتوى يهدف إلى الضغط على الضحايا وابتزازهم ماليا، مما دفع السلطات المغربية لاتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة هذه الظاهرة.
أساليب المبتزين
تعتمد هذه الشبكات على أساليب متطورة، منها:
1. اختراق الحسابات للحصول على صور أو معلومات حساسة.
2. تلقي معلومات من أطراف أخرى لتشويه سمعة الضحية.
3. نشر أخبار وصور مفبركة لإلحاق الأذى.
4. تشغيل صفحات ذات جمهور واسع على فيسبوك لتوسيع نطاق التأثير.
هذه الأنشطة تسبب أضرارًا نفسية واجتماعية كبيرة للضحايا، مما يدفع بعضهم إلى دفع الأموال كحل سريع لتجنب الفضيحة.
جهود الدولة لمكافحة الابتزاز الإلكتروني
للتصدي لهذه الظاهرة، وضعت الدولة المغربية خطة شاملة تشمل:
1. تعزيز القوانين
تم تشديد العقوبات ضد مرتكبي الجرائم الإلكترونية، حيث يعاقب الفصل 538 من القانون الجنائي بالسجن من سنة إلى خمس سنوات وغرامات مالية، مع تغليظ العقوبات إذا استخدمت وسائل إلكترونية.
2. الشرطة الإلكترونية
أنشأت السلطات وحدات متخصصة لمكافحة الجرائم الإلكترونية داخل الشرطة القضائية، التي تستخدم تقنيات حديثة لتتبع الصفحات المشبوهة وتحديد المسؤولين عنها بالتعاون مع جهات دولية.
3. حملات التوعية
تم إطلاق حملات وطنية لتوعية المواطنين بخطورة مشاركة معلوماتهم الشخصية عبر الإنترنت، وتشجيعهم على الإبلاغ عن أي محاولات ابتزاز.
4. منصات للإبلاغ
وفرت الدولة خطوطا هاتفية ومنصات رقمية للإبلاغ عن الابتزاز بسرية وأمان، مع تعهد بالتعامل السريع لحماية الضحايا.
نجاحات ملموسة
حققت السلطات المغربية نجاحات بارزة في هذا المجال، حيث تم تفكيك عدة شبكات إجرامية خلال العام الماضي. في إحدى القضايا، اعتقلت الشرطة مجموعة استهدفت رجال أعمال بنشر معلومات ملفقة، كما تم تقديم مشرفي صفحات أخرى إلى العدالة بعد تحقيقات دقيقة.
مسؤولية مشتركة
إلى جانب جهود الدولة، يقع على عاتق المواطنين دور أساسي في التصدي لهذه الظاهرة، يجب تعزيز ثقافة الأمن الرقمي، والامتناع عن مشاركة المعلومات الحساسة، وعدم الخضوع للابتزاز تحت أي ظرف.
تثبت هذه الجهود المتكاملة بين الدولة والمجتمع فعالية كبيرة في تعزيز الأمن الإلكتروني، ما يضمن بيئة رقمية آمنة لجميع المغاربة.
عذراً التعليقات مغلقة