الكلمة بريس
يُشكل مغاربة العالم ركيزة أساسية من ركائز الهوية الوطنية، وجسراً متيناً يصل المغرب بامتداداته في مختلف القارات. فهم ليسوا مجرد مهاجرين تركوا وطنهم بحثاً عن فرص أفضل، بل سفراء حقيقيون للمملكة يحملون في قلوبهم تاريخاً عريقاً، وثقافة غنية، وقيمًا أصيلة.
من أوروبا إلى أمريكا، ومن الخليج إلى إفريقيا وآسيا، استطاع أبناء الجالية المغربية أن يثبتوا حضورهم بقوة في شتى المجالات: الطب، والهندسة، والبحث العلمي، والفن، والرياضة، وريادة الأعمال. هم صوت المغرب في المنابر الدولية، وهم الصورة المشرقة التي تعكس تنوعه، وتسامحه، وطموحه في أن يكون فاعلاً في المشهد العالمي.
لقد أثبت مغاربة المهجر التزامهم القوي بقضايا وطنهم، وحرصهم على الدفاع عن مصالحه في المحافل الدولية. ونراهم، في كل أزمة أو مناسبة وطنية، يصطفون صفاً واحداً خلف القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مؤكدين عمق انتمائهم وولائهم للوطن الأم.
ولا يخفى أن الدولة المغربية، في السنوات الأخيرة، أولت أهمية متزايدة لقضايا الجالية المغربية بالخارج، من خلال استراتيجيات ومبادرات تسعى إلى تسهيل ارتباطهم بوطنهم، وتعزيز مساهماتهم في تنمية الاقتصاد الوطني، ونقل الخبرات والمعرفة المكتسبة في ديار المهجر.
إن مغاربة العالم ليسوا فقط رموزاً للنجاح الفردي، بل هم ركيزة من ركائز القوة الناعمة للمغرب، يسهمون في بناء صورته الإيجابية، ويمثلون رأس مال بشرياً واستراتيجياً ينبغي الاستثمار فيه.
وفي ظل التحديات العالمية الراهنة، تبقى الجالية المغربية بالخارج رافعة للتنمية، وصوتاً حيوياً للدبلوماسية الموازية، يجسد عمق الانتماء، وحيوية الهوية، وامتداد الوطن عبر الزمان والمكان.
عذراً التعليقات مغلقة