في محاولة لتفادي موجة هجرة جماعية غير شرعية جديدة نحو مدينة سبتة المحتلة، بدأت السلطات في شمال المغرب حملة اعتقالات تستهدف المحرضين على هذه الهجرة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وجاءت هذه الخطوة بعد انتشار دعوات تحريضية واسعة النطاق على الشبكات الاجتماعية، تدعو إلى تنظيم عملية هجرة جماعية يوم 15 سبتمبر، حيث كان المشاركون يخططون للوصول إلى سبتة عبر السباحة من شواطئ الفنيدق المحاذية للمدينة المحتلة. ومع تزايد هذه الدعوات، قامت السلطات المغربية بتكثيف الترتيبات الأمنية على طول الشواطئ الحدودية مع سبتة، ما جعل من الصعب الوصول إلى ضفاف المدينة، خصوصًا بعد الإجراءات الصارمة التي اتُخذت في الآونة الأخيرة.
وفي إطار هذه التدابير، قامت المصالح الأمنية بعدة عمليات استباقية، أبرزها اعتقال بعض الشبان الذين شاركوا في الترويج لهذه الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد تمكنت الشرطة القضائية في تطوان، بالتعاون مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف شاب يبلغ من العمر 20 سنة، يوم الاثنين 9 سبتمبر، بتهمة نشر أخبار زائفة والتحريض على الهجرة غير الشرعية باستخدام الأنظمة المعلوماتية.
وتأتي هذه الإجراءات بعد محاولات مماثلة للهجرة الجماعية نحو سبتة في فترات سابقة، حيث شهدت المدينة الحدودية تدفقًا غير مسبوق من المهاجرين، معظمهم من الشباب والأطفال، ما تسبب في ضغط كبير على السلطات المحلية هناك. وتحاول السلطات المغربية من خلال هذه الحملة، قطع الطريق أمام أي محاولة جديدة للهجرة غير الشرعية، سواء عبر تشديد الرقابة الأمنية أو ملاحقة المتورطين في التحريض على هذه الأنشطة غير القانونية.
وتهدف هذه التدابير إلى الحفاظ على الأمن والاستقرار في المناطق الحدودية ومنع تكرار سيناريوهات الهجرة الجماعية، التي عادة ما تؤدي إلى تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة على كل من المغرب وإسبانيا.
Sorry Comments are closed