تعتبر مناسبة عاشوراء من أبرز المناسبات الدينية والثقافية في المغرب، حيث يحتفل الناس بها بطقوس خاصة تضفي جواً من البهجة والتراث القديم على المدن والأحياء. ومع ذلك، يبدو أن هذه المناسبة تخرج أحياناً عن نطاقها بفعل تقليد يُعرف بـ “شعالة”، والذي يؤدي إلى أضرار كثيرة على البنية التحتية والأشخاص. في هذا المقال.
الظاهرة السلبية لشعالة العاشوراء:
تعد شعالة العاشوراء ظاهرة شائعة في بعض المناطق بالمغرب، حيث تقوم فئة من الأطفال والشبان باحتفالات تشمل حرق العجلات المطاطية التي تم تخزينها خصيصاً لهذه المناسبة، على الرغم من أن هذا النوع من الاحتفالات يهدف إلى جلب البهجة والفرح، إلا أنه يتسبب في أضرار جسيمة، تتضمن هذه الأضرار تلوث البيئة بالدخان الكثيف والسام الناتج عن احتراق الإطارات، فضلاً عن التأثير السلبي على الصحة العامة للأشخاص الذين يتعرضون للدخان المتصاعد من الحرائق.
الآثار السلبية على البنية التحتية والممتلكات:
بالإضافة إلى التأثيرات الصحية، تؤدي شعالة العاشوراء أيضاً إلى تلف البنية التحتية للمدن والأحياء. حيث يمكن أن تتسبب الحرائق في تلف الأرصفة والشوارع، مما يؤدي إلى حدوث فجوات وتلف في الطرقات. كما قد تتعرض الممتلكات العامة والخاصة للأضرار بسبب الحرائق، مما يتسبب في خسائر مادية كبيرة للأفراد والمجتمع على السواء.
من المهم أن يتم التوعية بخطورة هذه الظاهرة وتأثيراتها السلبية على البيئة والمجتمع. على الرغم من أن الاحتفال بالتقاليد والمناسبات الثقافية جزء مهم من الهوية الوطنية والانتماء للمجتمع، إلا أنه يجب أن يتم ذلك بطرق آمنة وبعيدة عن تكديس الضرر. يمكن تشجيع استخدام بدائل لشعالة العاشوراء تحترم البيئة وتحافظ على سلامة الناس والممتلكات. على الحكومات المحلية والجمعيات الخيرية أن تتبنى حملات توعية لتوضيح خطورة هذه العملية وتشجيع الناس على الابتعاد عنها واعتماد طرق احتفالية أكثر أماناً وصحةً.
من المهم أن نحتفظ بالتقاليد والهوية الثقافية، لكن يجب أن نتجنب التصرف بطرق تضر بأنفسنا وببيئتنا. شعالة العاشوراء قد تكون تقليداً متجذراً في بعض المجتمعات المغربية، لكن ينبغي علينا التفكير في بدائل أكثر أماناً وأكثر توافقاً مع الأخلاق والبيئة. الحفاظ على التقاليد والاحتفالات يمكن أن يتم بطرق إيجابية تعزز روح المجتمع وتحترم بيئتنا.
