من يحمي جمعيات الإسترزاق والإبتزاز بجماعة سيدي بليوط

ظهرت في السنوات الأخيرة بالدار البيضاء عامة، وفي منطقة سيدي بليوط خاصة، ظاهرة تناسل الجمعيات الوهمية، وقد يعتقد الكثيرون أنها هذه الجمعيات إيجابية وتخدم الصالح العام، لكن واقع الحال يقول شيئا آخر فقد تبين أن البعض يستعمل العمل الجمعوي كمطية للاسترزاق والابتزاز والتطاول على اختصاصات الآخرين، فعند التعمق في هذه الجمعيات يتبين أنها خرجت عن مسارها المتمثل في إضفاء طابع تنموي وإنساني في تدخلاتها بالحي أو في المنطقة، حيث تحول العمل الجمعوي إلى مصدر رزق لمن لا مهنة له، كما تسيء إلى الوسط الذي نشأت فيه، خاصة وأن هذه السلوكيات ترتكب من لدن من يعتقد أنهم يمتلكون الحقيقة ويحملون مشعل التنمية، لأن العمل الجمعوي هو عمل تطوعي إنساني وتضامني من أجل حل مشاكل الناس، والمعضلات الكبرى، كما أنه أمل الوطن في النهوض والتنمية والازدهار، وقد استفاد هؤلاء من هامش الحرية وتشجيع الانخراط في المجتمع المدني، رغم أن شريحة واسعة من المنتسبين إلى هذه الجمعيات يفتقدون للأهلية، ولا تربطهم بالعمل الجمعوي إلا الخير والإحسان، فغالبا ما يكون الهدف من الانخراط هو ملء ملف السيرة الذاتية، كما أن البعض منهم يعتبر العمل الجمعوي وسيلة للاسترزاق المادي والمعنوي والابتزاز، لينال به مكاسب مادية مباشرة أو يتقرب به إلى بعض الأشخاص ممن يجودون عليهم “بالفتات”، وتنفتح أمامه الأبواب التي تنغلق في وجه عامة الناس، أضف إلى ذلك أن بعض رؤساء هذه الجمعيات تحولوا من مدافعين عن قضايا ومصالح الوطن والمواطن، إلى خدام يعملون لصالح جهات معينة وبأثمنة بخسة تجعل منهم مجرد “بيادق” هدفهم الأسمى السمسرة والاسترزاق لمن يدفع أكثر.
فبعض هذه الجمعيات، بتراب سيدي بليوط لا يهمهم البحث عن مصالح المواطن وخدمة الصالح العام، بل يستخدمون شعار من يدفع أكثر، فهم يقتاتون على فتات النزاعات الشخصية والوعيد والتهديد، أو بالدخول في بعض النزاعات الضيقة بين طرفين من أجل تشويه سمعة أحدهم دون إعطائه الفرصة للدفاع عن نفسه، وهنا يلجأ إلى استخدام منطق تضارب المصالح واللجوء لسياسة مسح الأحذية والتبرك بها وهذا ما نجد فيه العديد من الجمعيات اليوم التي تسعى إلى التسلق والتملق من أجل نيل المكاسب ولو بطريقة غير شرعية على حساب المصلحة العامة.