مواقع التواصل الاجتماعي بين التواصل الإيجابي والتحريض على الهجرة غير الشرعية

الكلمة بريس14 سبتمبر 2024آخر تحديث :
مواقع التواصل الاجتماعي بين التواصل الإيجابي والتحريض على الهجرة غير الشرعية

أبو سفيان الكابوس

تشهد مواقع التواصل الاجتماعي اليوم دورا متزايدا في التأثير على مختلف الأحداث والمجريات، سواء كانت سياسية، اجتماعية، أو حتى الهجرة غير الشرعية، ومن بين الظواهر التي برزت مؤخرا هو استغلال هذه المنصات من قبل المراهقين لتنظيم تجمعات سرية تهدف إلى الهجرة نحو مدن الشمال المغربي، بهدف العبور إلى سبتة المحتلة في محاولة للوصول إلى “الفردوس” الموعود.

في الأيام الأخيرة، تم تداول دعوات بين المراهقين على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للقاء يوم 15 شتنبر، كجزء من حملة سرية تهدف للهجرة الجماعية، هذا الحدث، الذي جرى تنظيمه عبر تطبيقات مثل “تيك توك” و”إنستغرام”، و”الفايسبوك”، أصبح موضوعا يشغل الرأي العام، وهو مثال حي على كيفية توظيف هذه المنصات لتنسيق تحركات غير قانونية.

ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن مواقع التواصل الاجتماعي لا تخدم مثل هذه الدعوات التي تحرض على الهجرة غير الشرعية، بل على العكس، فإن استخدامها في هذا السياق يعتبر استغلالا سلبياً لها. فالغرض الأساسي من هذه المنصات هو تعزيز التواصل الإيجابي وتبادل الأفكار البناءة، وليس الترويج أو التحريض على أنشطة غير قانونية تُعرِّض حياة الشباب للخطر.

وبفعل هذه الدعوات، استنفرت السلطات الأمنية في المغرب كل تجهيزاتها للوقوف في وجه هذه المحاولة الخطيرة، فقد قامت بتعزيز الرقابة والتواجد الأمني في المناطق المستهدفة لمنع أي محاولات للهجرة الجماعية نحو سبتة، وعملت الأجهزة الأمنية على تتبع النشاطات الرقمية والشبكات الاجتماعية، معتبرة أن هذا النوع من التنظيم غير القانوني يهدد الأمن والاستقرار.

هذه الحالة تسلط الضوء على الوجه الآخر لمواقع التواصل الاجتماعي، فهي سيف ذو حدين، فمن جهة، قد تخدم المجتمع عبر تسهيل التواصل وتبادل الأفكار والمعلومات، وتساهم في نشر الوعي والتحسيس حول القضايا الهامة، ومن جهة أخرى، إذا استُغلت بشكل غير سليم، فإنها قد تصبح أداة لنشر الدعوات غير القانونية والتحريض على الهجرة غير الشرعية، مما يتطلب مسؤولية جماعية من مستخدمي هذه المنصات لرفض مثل هذه الأنشطة التي تُعرِّض حياة الشباب ومستقبلهم للخطر.

يظل التحدي الأكبر هو كيفية تنظيم هذه المنصات واستغلالها بشكل إيجابي يخدم المجتمع، دون السماح بتحويلها إلى أدوات تهدد استقرار وأمن الدول، وهو ما يفرض مسؤولية مشتركة بين الحكومات، المجتمع المدني، وكذلك شركات التكنولوجيا.

 

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    عاجل