تم اليوم الأربعاء بأديس أبابا، تسليط الضوء على الدور الرئيسي الذي تضطلع به المملكة المغربية من أجل حفظ السلم والاستقرار بإفريقيا، وذلك خلال الاجتماع الوزاري العادي السادس عشر للجنة التقنية المتخصصة في الدفاع والسلامة والأمن بالاتحاد الإفريقي.
وأكد السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، محمد عروشي الذي يترأس الوفد المغربي في الاجتماع الوزاري العادي السادس عشر للجنة التقنية المتخصصة في الدفاع والسلامة والأمن بالاتحاد الإفريقي، أن التعاون العسكري بين المغرب والدول الإفريقية يندرج في إطار الرؤية التضامنية والتقليدية للمغرب تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، مبرزا أن هذا التعاون يهدف إلى الوقاية من النزاعات والحفاظ على السلم والاستقرار في القارة الإفريقية.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أن هذا التعاون يمثل أداة فعالة لتنفيذ خارطة الطريق الإفريقية الهادفة إلى إسكات صوت البنادق من خلال تعزيز قدرات الجيوش الإفريقية وتحسين قابليتها للتشغيل البيني.
وأشار السيد عروشي إلى أن هذا التعاون الذي تؤطرة العديد من الاتفاقات – الإطار والترتيبات التقنية المبرمة بين المغرب وشركائه الأفارقة، يغطي مجالات عديدة، من قبيل التكوين والتدريب والدعم التقني واللوجستي، وتبادل الخبرات والمساعدة الإنسانية والمشاركة في عمليات حفظ السلام.
وفي هذا الإطار أكد الدبلوماسي المغربي، أن المملكة المغربية تبذل جهودا جبارة من خلال نشر القبعات الزرق في إطار بعثات الأمم المتحدة بإفريقيا، وانتداب عاملين في القاعدة اللوجستية للاتحاد الإفريقي في دوالا، مضيفا أنه بفضل هذه المساهمات، يتبوأ المغرب المرتبة التاسعة ضمن قائمة البلدان المساهمة في قوات الأمم المتحدة. وذلك فضلا عن إحداث مركز للتميز في عمليات حفظ السلام مؤخرا بالمغرب، والذي يمكن وضعه رهن إشارة تكوين العاملين الأفارقة في هذا المجال.
وأبرز أنه من هذا المنطلق، اكتسبت المملكة، على غرار بعض البلدان الإفريقية، خبرة وتجربة ثمينتين في مجال عمليات حفظ السلم بفضل انخراطها الذي يعود إلى الستينيات من القرن الماضي، واللتين يمكن الاستفادة منهما في إطار مسلسل التفكير في إعادة وضع تصور لعمليات حفظ السلم بصفة عامة والقوة الإفريقية الاحتياطية بصفة خاصة. وفي هذا الصدد أكدت وفود ومن بينها وفد المملكة، خلال اجتماعات الخبراء ورؤساء الأركان، على أهمية اعتماد نهج شامل ومنصف، من شأنه في نهاية المطاف عدم حرمان القارة من أي من قدراتها من أجل دعم السلم والاستقرار في إفريقيا.
ومن جهة أخرى، وعلى الصعيد الإنساني، تعتبر مساهمة المملكة حاسمة، إذ تم نشر العديد من المستشفيات الطبية – الجراحية الميدانية في إفريقيا، حيث قدمت أكثر من 600 ألف خدمة طبية.
وبخصوص التدريب العسكري، أبرز السيد عروشي أن القوات المسلحة الملكية المغربية تشارك بفعالية إلى جانب نظيراتها الإفريقية، في تمارين وتداريب مشتركة، ومن بينها تمرين “الأسد الأفريقي”، المنظم سنويا بالمملكة بمشاركة وحدات أو مراقبين من القارة، مضيفا أن هذه الأنشطة المشتركة تشجع على تبادل الخبرات وترشيد القدرات العملياتية للقوات المسلحة بين بلداننا.
وفي ما يتعلق بالتدريب العسكري، تابع أكثر من 24 ألف متدرب إفريقي حتى الآن دورات تدريبية داخل مؤسسات القوات المسلحة الملكية. وتنضاف إلى ذلك الفرق المتنقلة للقوات المسلحة الملكية التي تتم تعبئتها لتوفير تدريب خاص على مستوى البلدان الشريكة.
ومن جهة أخرى، أضاف الدبلوماسي المغربي أن التعاون في مجال التكوين يتعزز بشكل أكبر من خلال الشراكات القائمة بين مؤسسات التكوين التابعة للقوات المسلحة الملكية والمدارس العسكرية في بعض البلدان الإفريقية. وفي ذات السياق نظمت القوات المسلحة الملكية في شهر ماي من هذه السنة الدورة الأولى لمنتدى مدراء المدارس الحربية الإفريقية، المفتوح أمام جميع البلدان الإفريقية التي تتوفر على مدرسة حربية، والذي من المقرر تنظيم دورته القادمة في المغرب سنة 2025. وهكذا – يضيف الدبلوماسي المغربي- فإن التعاون في مجال التكوين العسكري يعزز قابلية التشغيل البيني لقواتنا من حيث الجوانب التكتيكية والتقنية والإجراءات ويحسن قدرتها على العمل المشترك في إطار عمليات حفظ السلام أو العمليات الانسانية.
وخلص السيد عروشي إلى أن مساهمة المملكة المغربية في مختلف مبادرات وعمليات دعم السلام، والتي تندرج في إطار الحفاظ على السلم والأمن في البلدان الإفريقية، و تسترشد بالرؤية المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تؤكد تمسكها بالدفاع عن القيم العالمية للسلم والأمن عبر العالم بصفة عامة وفي قارتنا الافريقية بصفة خاصة، كما تؤكد التزامها التام باحترام الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتجدد استعدادها التام من أجل مواكبة البلدان الافريقية الشقيقة الراغبة في ذلك، في إطار تعاون جنوب- جنوب متضامن، كفيل بجعلنا جميعا قادرين على مواجهة التحديات الأمنية التي تتربص بإفريقيا ومواطنيها.
Sorry Comments are closed