أبو سفيان الكابوس
في عصر أصبحت فيه الصورة أداة قوية للتأثير على الرأي العام، ظهرت ظاهرة المتسلقين السياسيين الذين يستغلون اللحظات لالتقاط صور مع الشخصيات المؤثرة، مدّعين مكانة لا يمتلكونها. هؤلاء الأشخاص يحضرون المناسبات العامة والرسمية ويتسللون إلى مواقع الشخصيات البارزة للتظاهر بأنهم جزء من دوائر صنع القرار. بمجرد التقاط الصورة، ينشرونها على وسائل التواصل الاجتماعي لخلق انطباع زائف بأنهم شركاء أو مقربون من تلك الشخصيات، في محاولة لتعزيز مكانتهم الاجتماعية أو تحقيق مكاسب مهنية. هذه الظاهرة لا تؤدي فقط إلى تشويه سمعة الشخصيات المؤثرة، بل تزعزع ثقة الجمهور وتفتح الباب لنشر معلومات مضللة تخدم مصالح خاصة.
ورغم كل هذه المحاولات، فإن مثل هذه الصور لم تعد تُثير إعجاب أحد، حيث بات الجميع يدرك أن الظهور في صورة مع شخصية سياسية أو مؤثرة لا يعني بالضرورة وجود علاقة حقيقية أو نفوذ فعلي. في عالم مترابط وسريع المعلومة، أصبح كل فرد معروفًا بمكانته وإنجازاته الحقيقية، ولم تعد الصور وسيلة فعّالة لخداع الرأي العام. الشفافية والإنجاز الحقيقي هما السبيل الوحيد لكسب الثقة، وليس مجرد الظهور بجانب شخصيات بارزة، على الجميع أن يدرك أن القيمة الحقيقية لا تُصنع عبر الحيل والمظاهر، بل عبر العمل والمصداقية.
عذراً التعليقات مغلقة