الكلمة بريس: وكالات
تتجه الانظار الى كأس العالم للاندية في كرة القدم بحلتها الجديدة، بدءا من السبت في الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن رصد الاتحاد الدولي (فيفا) جائزة ضخمة بقيمة مليار دولار أميركي، في ظل مشاركة واسعة من أبرز الأندية العالمية واللاعبين، ويمثل المغرب في هذه التظاهرة فريقي الوداد البيضاوي صاحب الالقاب المتعددة.
إلا ان البطولة التي ستحتضن 32 فريقا في الولايات المتحدة من 14 يونيو حتى 13 يوليو، قبل عام واحد من كأس العالم للمنتخبات في أميركا الشمالية، واجهت انتقادات لاذعة منذ لحظة إعلان رئيس فيفا جاني إنفانتينو عن الفكرة.
وفي ظل ازدحام المباريات والمسابقات على مدار الموسم، ستكون المسابقة وقدرتها على حجز موقع ثابت لها في الروزنامة الدولية تحت اختبار شديد. وسبق أن حذرت الرابطة العالمية للاعبين (فيفبرو) من الضغط المتزايد على اللاعبين فيما تساءل آخرون عن مدى توافد الجماهير بأعداد كبيرة لمتابعة دور المجموعات.
وقالت رابطة فيفبرو عندما أطلق فيفا المسابقة في عام 2023 “سيكون على اللاعبين أن يؤدوا في نهاية موسم من 11 شهرا مع امكانية الحصول على قليل من الراحة قبل انطلاق الموسم التالي”.
ولا شك أن البطولة تزيد على كاهل اللاعبين الكبار حول العالم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، شارك لاعبا إنتر الإيطالي الفرنسي ماركوس تورام ومواطنه ديزيريه دويه من باريس سان جرمان الفرنسي في نهائي دوري أبطال أوروبا في 31 مايو، ثم مثلا بلديهما في الدور النهائي لدوري الأمم الأوروبية في ألمانيا بعد أيام قليلة.
والمباريات التي ستحصل في أواخر البطولة على الأرجح بين الأندية الأميركية الجنوبية والأوروبية وجها لوجه، ستستقطب حتما جماهيرا كبيرة، لكن يبقى السؤال حول قدرة دور المجموعات على رفع عدد التذاكر المباعة في ظل مشاركة أندية أقل شهرة عالميا من آسيا، أميركا الشمالية وإفريقيا.
ستتطلب مباريات على غرار تلك بين أولسان هيونداي الكوري الجنوبي وماميلودي صندوانز الجنوب إفريقي في 17 الحالي في أورلاندو مجهودا كبيرا من الجانب التسويقي الأميركي لتأمين حضور جماهيري.
إلا أن الاتحاد الدولي يأمل من خلال بث شبكة دازون مجانا عبر الانترنت للبطولة ومن خلال مشاركة الأندية العملاقة واللاعبين الكبار، أن يتم جذب الجماهير إلى المسابقة الجديدة.
وقال إنفانتينو “نتحدث عن شيء لم نر منه مثيلا قط، شيء سيغير رياضتنا للأفضل ولجميع الأجيال المستقبلية التي ستتوافد للتعبير عن حبها كما نحن نفعل”. وتشكل مشاركة النجوم من الأرجنتيني ليونيل ميسي، الإنكليزي هاري كاين إلى الفرنسي كيليان مبابي واشرف حكيمي فرصة ذهبية لضخ حماسة عالية على مواقع التواصل.
يشارك 12 فريقا من أصل 32 من أوروبا نفسها بما فيها سان جرمان المتوج أخيرا بلقب دوري الابطال، إضافة الى النادي الانجح في القارة على الاطلاق ريال مدريد الاسباني وعملاق ي الدوري الانكليزي مانشستر سيتي وتشلسي وبطل الدوري الالماني بايرن ميونيخ.
يمثل أميركا الجنوبية ستة فرق بينها أربعة للبرازيل، من ضمنها بوتافوغو بطل كوبا ليبرتادوريس وغريمه في ريو دي جانيرو، فلامنغو، إضافة الى عملاقي الكرة الارجنتينية ريفر بلايت وبوكا جونيور.
وما قد يعكس إهتماما محليا كبيرا هو مشاركة ثلاثة فرق من الدوري الاميركي لكرة القدم، وهم لوس أنجليس أف سي، سياتل ساوندرز وإنتر ميامي ميسي، ناهيك عن مشاركة باتشوكا ومونتيري المكسيكيين.
ومن إفريقيا، سيشارك الوداد البيضاوي المغربي، والأهلي المصري ذات الباع الطويل في القارة والذي يفتتح البطولة بمواجهة إنتر ميامي في 14 الحالي، أما رباعي آسيا فيضم الهلال السعودي الذي عين أخيرا مدرب انتر السابق سيموني إينزاغي على رأس جهازه الفني.
وبرز في الاعوام الماضية توافد المشجعين الاميركيين لشراء التذاكر لمشاهدة الأندية الأوروبية عندما تحضر في جولاتها الدولية لخوض مباريات على ملاعب رياضة كرة القدم الأميركية الشهيرة (أن أف أل)، لذا فإن العنصر التنافسي الإضافي سيؤمن فرصة ذهبية لمتابعة جماهيرية وازنة. أما الشكوك حول مدى جدية الأندية في مقاربة المسابقة فقد تم دحضها بعد إعلان فيفا عن الجائزة المالية الضخمة.
ستقسم جائزة المليار دولار بين تلك المقدمة لجميع الفرق لقاء مشاركتها، إضافة الى جوائز للفرق التي تتقدم في المسابقة، وسينال البطل ما لا يقل عن 125 مليون دولار أميركي.
يخطط الاتحاد الدولي لإقامة البطولة كل أربعة أعوام، لكن سيكون مثيرا متابعة ما إذا كان الامر سيتغير بعد الاختبار الاول.
ففي حال لم ترتق الى حجم التوقعات، فإنها ستتعرض لانتقادات متجددة وأسئلة حول فائدتها، لكن في حال حققت نجاحا صارخا فمن غير المستبعد أن يضغط الكثيرون في فيفا لاقامة المسابقة بشكل منتظم.
عذراً التعليقات مغلقة