التحريض على الهجرة السرية: بين قوارب الموت وشبكات الاتجار بالبشر

الكلمة بريس10 سبتمبر 2024آخر تحديث :
التحريض على الهجرة السرية: بين قوارب الموت وشبكات الاتجار بالبشر

بقلم : أبو سفيان الكابوس

تشهد مناطق الشمال المغربي، وخاصة مدينة الفنيدق وضواحيها، تحركات مكثفة لمجموعات من المراهقين والشباب الطامحين إلى الهجرة السرية نحو مدينة سبتة المحتلة، ومع تزايد الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مثل “فيسبوك” و”واتساب”، التي تحث على اقتحام المدينة المحتلة سواء عبر البحر أو باختراق السياج المحيط بها، أصبح التحريض على الهجرة السرية مشكلة تستدعي معالجة فورية وحازمة.

وكشفت مصادر مطلعة أن السلطات الأمنية بولاية أمن تطوان، بعد تتبع دقيق، تمكنت من تحديد هوية عدد من الأشخاص الذين يديرون صفحات ومجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تحرض الشباب والمراهقين على الهجرة السرية. وبتنسيق مع النيابة العامة المختصة، تم اعتقال مجموعة من الأشخاص وإصدار مذكرات بحث بحق آخرين، مما يؤكد مدى خطورة هذه الشبكات على الأمن والنظام العام.

كما تواصل السلطات الأمنية مجهوداتها المستمرة في مكافحة شبكات الاتجار بالبشر التي تستغل رغبة الشباب في الهجرة، هذه الشبكات تقوم بتهريب المراهقين عبر وسائل غير قانونية وخطيرة، مستغلة أوضاعهم المعيشية الصعبة والطموح لتحقيق حياة أفضل في أوروبا، وتنسق الأجهزة الأمنية مع مختلف الجهات المعنية لرصد وتفكيك هذه الشبكات، حيث تم إحباط العديد من المحاولات وتوقيف المسؤولين عن تنظيمها.

وفي هذا السياق، تمكنت القوات العمومية من إحباط العديد من المحاولات، منها محاولة للهجرة عن طريق السباحة يوم 25 غشت الماضي، انطلاقا من شاطئ الفنيدق، والتي شارك فيها مرشحون للهجرة من جنسيات مختلفة، بينهم مغاربة وجزائريون.

الجهود الأمنية لم تقتصر على توقيف المحرضين فحسب، بل تشمل أيضا تعزيز التدابير الاستباقية لمنع الهجرة السرية، فقد عملت الأجهزة المختصة على مراقبة الحدود البحرية والبرية، بالإضافة إلى تفعيل حملات توعية واسعة النطاق لتحذير الشباب من الانخراط في مغامرات الهجرة غير القانونية.

تأتي هذه الجهود بالتوازي مع الحرب المستمرة على شبكات الاتجار بالبشر، التي لا تكتفي بتحريض الشباب على الهجرة بل تستغلهم بعد وصولهم إلى الضفة الأخرى في أعمال غير مشروعة.
تفكيك هذه الشبكات وإحالتها إلى العدالة يبقى جزءا من الجهود الأمنية المتواصلة التي تهدف إلى حماية المراهقين والشباب من الوقوع في شراك الهجرة السرية.

يبقى الحل الجذري لمواجهة هذه الظاهرة هو توفير فرص اقتصادية بديلة، مما يحد من إغراءات الهجرة غير القانونية، إلى جانب تطبيق القوانين بصرامة ضد كل من يسعى إلى التلاعب بحياة الشباب وأحلامهم.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    عاجل