الكلمة بريس: أبو سفيان الكابوس
برحيل الصحفي الكبير بلعيد بوميد، فقد الإعلام المغربي واحدا من أبرز رموزه الذين شكلوا علامة فارقة في مجال الصحافة الرياضية والفن الكاريكاتيري، لم يكن بلعيد مجرد صحفي ينقل الأخبار الرياضية، بل كان قلبا نابضا بالحماس والشغف، يستخدم قلمه لرسم صور صادقة ومؤثرة عن الرياضة والحياة العامة.
عرف بلعيد بوميد بتغطيته المتميزة للأحداث الرياضية، حيث كان شاهدا على أهم اللحظات في تاريخ الرياضة المغربية. كانت مقالاته وتحليلاته الرياضية دائما دقيقة ومعمقة، تجمع بين الخبرة والمعرفة الرياضية الواسعة، لم يكن مجرد ناقل للأحداث، بل كان فنانا في سرد التفاصيل الرياضية، حيث استطاع من خلال كتاباته أن يمنح القراء رؤية مغايرة لما يجري في الملاعب وخارجها.
ولم يتوقف إبداع بلعيد عند حدود الصحافة الرياضية فقط، بل امتد إلى فن الكاريكاتير الذي برع فيه بامتياز، فقد كانت رسوماته الكاريكاتيرية تعبر عن قضايا المجتمع والسياسة بروح من الدعابة الهادفة والنقد البناء. فقد استخدم ريشته كأداة للتعبير عن أفكار عميقة، مما جعل كاريكاتيراته تحظى بإعجاب واسع لدى الجمهور.
كان بلعيد بوميد يمزج بين الشغف الرياضي والمهارة الفنية، مما جعله رمزا للإعلام المتكامل، كان يعتبر أن الرياضة ليست فقط منافسة في الملاعب، بل هي مرآة تعكس طموحات وآمال الشعوب، وأن الكاريكاتير وسيلة للتعبير عن نبض الشارع وهموم الناس، وبفضل أسلوبه الفريد في الصحافة والرسوم، تمكن من أن يكون صوتا مؤثرا في عالم الإعلام.
رحم الله بلعيد بوميد، الإعلامي المتعدد المواهب، وأسكنه فسيح جناته، ستظل ذكراه حية في قلوبنا، وسيبقى مثالا للإعلامي الشغوف الذي جمع بين الصحافة الرياضية والفن الكاريكاتيري بإتقان وإخلاص لا مثيل له.
إنا لله وإنا إليه راجعون
Sorry Comments are closed